في خطوة تعكس الثقة المتزايدة في تعافي أسواق النفط، قررت شركة أرامكو السعودية رفع الأسعار الرسمية لبيع خامها لعملائها في آسيا خلال شهر أغسطس، لتصل إلى أعلى مستوى منذ أربعة أشهر .
أفضل وسطاء الفوركس عبر الإنترنت
وتأتي هذه الزيادة بالتزامن مع ارتفاع الطلب على الوقود في الأسواق الآسيوية، وتزايد التوترات الجيوسياسية في منطقة الخليج.
وبحسب مصادر في السوق، من المتوقع أن ترفع أرامكو سعر خامها القياسي (العربي الخفيف Arab Light ) بنحو 50 إلى 80 سنتًا للبرميل فوق متوسط أسعار خامي عمان ودبي. وستشهد أنواع الخامات الأخرى مثل العربي الثقيل والمتوسط والإكسترا لايت زيادات تتراوح بين 50 و60 سنتًا للبرميل.
لماذا جاءت هذه الزيادة في هذا التوقيت؟
الجدير بالإشارة هنا إلى أن قرار أرامكو مرتبط بعدة عوامل استراتيجية، أبرزها:
- ارتفاع الأسعار الفورية للنفط بسبب زيادة الطلب في موسم الصيف، خاصة في آسيا التي تُعد أكبر مشترٍ للخام السعودي.
- عودة الاستقرار النسبي في أسعار السوق بعد موجة ارتفاع شهدتها الأسواق الشهر الماضي نتيجة التوترات بين إيران وإسرائيل في منطقة مضيق هرمز.
- خطط أوبك+ لزيادة الإنتاج تدريجيًا، حيث من المتوقع أن تضيف المملكة نحو 411 ألف برميل يوميًا في أغسطس ضمن اتفاق الإنتاج المشترك.
هذا ويُنظر إلى هذا القرار على أنه إشارة واضحة على رغبة السعودية في الحفاظ على توازن الأسواق العالمية بين العرض والطلب، دون إغفال المكاسب السعرية التي يمكن تحقيقها من الأسواق النشطة مثل الصين والهند وكوريا الجنوبية.
هل يؤثر القرار على السوق؟
بكل تأكيد، نعم. رفع الأسعار يعكس ثقة المملكة بقوة الطلب، ما قد ينعكس بدوره على أسعار النفط العالمية في المدى القصير.
كما أنه ومن المتوقع أن تستجيب الأسواق الآسيوية لهذا القرار بزيادة التنافس على الإمدادات، ما قد يرفع أسعار العقود الآجلة عالميًا، خاصة إذا استمرت المخاوف من تعثر الإمدادات أو تفاقم التوترات الجيوسياسية في المنطقة.