في مفاجأة إيجابية للأسواق المالية، كشفت بيانات رسمية حديثة عن تسجيل الاقتصاد الأمريكي نموًا بنسبة 2.4% خلال الربع الثاني من عام 2025، وهو ما يعكس تحولًا ملحوظًا مقارنة بالانكماش الطفيف الذي شهده الربع الأول من العام ذاته، والذي بلغ ‑0.5%.
أفضل وسطاء الفوركس عبر الإنترنت
ويأتي هذا التحسن في وقت بالغ الدقة، وسط تساؤلات حول مدى متانة هذا الانتعاش، خاصة في ظل تباطؤ واضح في بعض المؤشرات الأساسية.
ورغم هذا النمو، فإن التفاصيل الدقيقة تُظهر صورة أكثر حذرًا. فقد تراجع الإنفاق الاستهلاكي ، المحرك الأساسي للنمو في الولايات المتحدة بشكل ملحوظ مقارنة بالفصول السابقة، في حين واصلت الاستثمارات الخاصة في قطاع المعدات والتجهيزات الصناعية مسارها الهابط، مما يعكس تردد الشركات في التوسع أو المخاطرة في ظل حالة عدم اليقين العالمي.
الأرقام قد تبدو واعدة… ولكن
في الوقت الذي تم فيه تعديل بعض المؤشرات مثل العجز التجاري والمخزونات، لتدعم النمو بشكل ظاهري، يشير خبراء اقتصاديون إلى أن ما يُعرف بـمبيعات المستهلكين النهائية، وهو معيار أكثر دقة لقياس النشاط الاقتصادي الحقيقي، لا تزال تعكس ضعفًا هيكليًا في الطلب الداخلي. وهو ما يضع علامات استفهام حول قدرة الاقتصاد الأمريكي على الحفاظ على هذا الزخم في النصف الثاني من العام.
الأسواق تترقب… والبنوك المركزية على المحك
هذا الانتعاش، وإن كان مشجعًا في مضمونه، يأتي قبل أيام من اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، حيث ستلعب هذه البيانات دورًا رئيسيًا في تحديد اتجاه أسعار الفائدة.
فهل يدفع هذا النمو البنك المركزي إلى مزيد من التشديد النقدي؟ أم أن المؤشرات الكامنة ستجعله يتريث أمام تباين ملامح الاقتصاد؟
وفي ظل استمرار التوترات الجيوسياسية، خاصة بين واشنطن وبكين، وتزايد مخاوف الركود في بعض الاقتصادات الأوروبية، يكتسب أداء الاقتصاد الأمريكي أهمية مضاعفة على مستوى الأسواق العالمية، خصوصًا لكونه مرآة لتحركات الأسواق والاستثمارات الدولية.