شهدت أسواق المال الخليجية تراجعًا جماعيًا حادًا خلال تعاملات اليوم، متأثرة بالتصعيد المتواصل في التوترات الجيوسياسية في المنطقة، لا سيما بعد الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران. وقد أثار هذا التصعيد موجة قلق واسعة في أوساط المستثمرين، انعكست بوضوح على أداء مؤشرات البورصة الخليجية التي أغلقت على انخفاضات حادة.
أفضل وسطاء الفوركس عبر الإنترنت
ففي الكويت، هبط المؤشر العام بأكثر من 4.3%، مع تسجيل خسائر كبيرة لأسهم بارزة مثل بيت التمويل الكويتي وشركة طيران الجزيرة، التي تراجعت بنسبة تجاوزت 18% بعد أنباء عن احتمالية تأثر الرحلات الجوية في حال تصاعد الأزمة.
أما السوق السعودية، فقد افتتحت على انخفاض حاد بنسبة 3.6%، لكنها قلصت خسائرها لاحقًا إلى نحو 1.6% مع نهاية الجلسة. وكان التأثر واضحًا على قطاعي البنوك والطاقة، وسط مخاوف من تذبذب أسعار النفط وإمكانية تعطل الإمدادات في حال توسع رقعة الصراع.
وفي دبي وأبوظبي، لم تكن الصورة مختلفة، إذ انخفض مؤشر سوق دبي المالي بنسبة قاربت 1.9%، بينما شهد سوق أبوظبي تراجعات في قطاعات العقارات والبنوك. كما تراجع مؤشر بورصة قطر بنحو 3.2%، مع ضغوط بيعية واضحة على أسهم البنوك الكبرى وشركات الطاقة.
وامتدت موجة التراجع إلى أسواق عُمان والبحرين، التي شهدت أيضًا انخفاضات بنسب متفاوتة، مدفوعة بحالة القلق العام وتوجه المستثمرين نحو تصفية جزء من محافظهم والبحث عن ملاذات آمنة، أبرزها الذهب والدولار الأمريكي.
ويرى محللون أن استمرار التوترات الإقليمية سيبقي الضغط قائمًا على الأسواق الخليجية خلال الأيام المقبلة، خاصة في ظل ارتباطها الوثيق بقطاعات الطاقة والتجارة الإقليمية. كما قد يؤثر هذا التراجع على ثقة المستثمرين الأجانب، الذين يتخذون من الاستقرار السياسي في المنطقة أحد أهم معايير قرارهم الاستثماري.
ويبقى المشهد مفتوحًا على مزيد من التقلبات، رهنًا بالتطورات الجيوسياسية، وسط دعوات لتهدئة الأوضاع وتجنب انزلاق المنطقة نحو مزيد من التصعيد الذي قد تكون له انعكاسات اقتصادية أوسع.