في تطور اقتصادي لافت، أظهر تقرير صادر اليوم عن مجلس الذهب العالمي (World Gold Council) أن البنوك المركزية حول العالم تستعد لزيادة احتياطاتها من الذهب بشكل غير مسبوق خلال الفترة المقبلة، في إشارة واضحة إلى تغيّر ملامح الثقة في النظام النقدي العالمي، وعلى رأسه الدولار الأميركي.
أفضل وسطاء الفوركس عبر الإنترنت
وبحسب التقرير، فإن 95% من مديري الاحتياطيات النقدية في البنوك المركزية أكدوا نيتهم تعزيز حيازاتهم من الذهب خلال الاثني عشر شهرًا القادمة، وذلك كجزء من استراتيجية تحوّط لمواجهة تصاعد المخاطر الجيوسياسية، والتقلبات الاقتصادية العالمية، واهتزاز مكانة الدولار الأميركي كعملة احتياط مهيمنة.
هل أنت مستعد للتداول بإشارات الفوركس المجانية الخاصة بنا؟ فيما يلي قائمتنا لـ أفضل وسطاء الفوركس في أمريكا الذين يستحقون المراجعة.
ويأتي هذا التحول بالتزامن مع تراجع جاذبية الدولار، خصوصًا بعد سلسلة من القرارات الأميركية التي أثارت قلق الأسواق العالمية، بدءًا من رفع أسعار الفائدة بشكل متسارع، وصولًا إلى ارتفاع الدين العام ومخاوف من انكماش اقتصادي محتمل في الولايات المتحدة.
ويرى خبراء اقتصاديون أن هذا التوجه العالمي يعكس سعي الدول — خصوصًا في الأسواق الناشئة — إلى تنويع محافظها الاحتياطية وتقليل الاعتماد على الدولار، عبر تعزيز حيازاتها من الذهب كأصل آمن يحتفظ بقيمته في أوقات عدم اليقين.
التقرير أشار أيضًا إلى أن هناك دولاً تقوم بشراء الذهب بشكل منتظم وعلى نطاق واسع منذ أكثر من عام، على رأسها الصين وتركيا والهند، حيث تعتبر هذه الدول أن الذهب يشكّل عنصرًا رئيسيًا في استراتيجيات الأمن المالي القومي.
ماذا يعني هذا التحول؟
- قد نشهد ارتفاعًا مستمرًا في أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة مع ازدياد الطلب الرسمي عليه.
- من المرجّح أن يتراجع الدور التقليدي للدولار الأميركي في الاحتياطيات الدولية لصالح تنويع أكبر يشمل الذهب وأصولًا أخرى مثل العملات الرقمية والسيادية.
- هذه الموجة الجديدة من شراء الذهب تعكس تغيرًا جوهريًا في رؤية البنوك المركزية للمخاطر الاقتصادية المستقبلية.
في النهاية، يبدو أن العالم بدأ يتجه نحو نظام مالي أكثر تنوعًا، حيث لا يكون الدولار هو اللاعب الوحيد، بل يتقاسم المشهد مع الذهب كملاذ آمن تقليدي عاد ليحجز مكانه بقوة في خارطة الاقتصاد العالمي.