يشهد الدولار الأمريكي منذ مطلع العام تراجعًا لافتًا في قيمته مقابل معظم العملات العالمية، وسط مخاوف متصاعدة من التباطؤ الاقتصادي في الولايات المتحدة وتزايد الضغوط على السياسة النقدية للبنك الفيدرالي. هذا الانخفاض بات يفتح المجال أمام عودة قوية لليورو، الذي بدأ يستعيد بعضًا من بريقه في أسواق الصرف بعد فترة من الضعف.
أفضل وسطاء الفوركس عبر الإنترنت
وبحسب تقديرات كبار المحللين الماليين، فإن الدولار فقد ما يقارب 10% من قيمته خلال الأشهر الخمسة الماضية، وهو ما يشير إلى تحوّل استراتيجي في سلوك المستثمرين الذين بدأوا يتجهون نحو عملات أخرى أكثر استقرارًا، وفي مقدمتها اليورو والجنيه الإسترليني. هذا الاتجاه يعكس أيضًا تراجع الثقة في استمرار السياسة النقدية المتشددة في الولايات المتحدة، خاصة في ظل ارتفاع مستويات العجز المالي والقلق من استمرار التباطؤ في نمو الاقتصاد الأميركي خلال النصف الثاني من العام.
هل أنت مستعد للتداول بإشارات الفوركس المجانية الخاصة بنا؟ فيما يلي قائمتنا لـ أفضل وسطاء الفوركس في ألمانيا الذين يستحقون المراجعة.
في المقابل، بدأت بعض الاقتصادات الأوروبية في إظهار مؤشرات إيجابية، دفعت بالمستثمرين إلى إعادة النظر في مراكزهم المالية، ما ساهم في دعم العملة الأوروبية الموحدة. ويتوقع خبراء الأسواق أن يصل اليورو إلى مستويات 1.18 أو حتى 1.20 مقابل الدولار إذا استمر الاتجاه الحالي.
التداعيات امتدت أيضًا إلى الأسواق الناشئة، خصوصًا في منطقة الشرق الأوسط، حيث تتأثر بعض العملات المحلية التي ترتبط مباشرة بالدولار، مما ينعكس على تكاليف الاستيراد وزيادة الضغوط التضخمية. ومع ذلك، هناك دول نفطية في الخليج قد تستفيد من هذا الانخفاض من خلال تعزيز جاذبية صادراتها المرتبطة بالدولار، بالإضافة إلى تحسن ميزانياتها نتيجة ارتفاع أسعار الطاقة.
التحركات الحالية في سوق العملات العالمية تشير إلى مرحلة انتقالية دقيقة قد تعيد تشكيل موازين القوى المالية عالميًا، في وقت تترقب فيه الأسواق نتائج الاجتماعات المقبلة للبنوك المركزية الكبرى، والتي من المرجح أن تحدد مسار الدولار خلال الفترة المتبقية من العام.