بدأت نُذر أزمة اقتصادية جديدة تلوح في الأفق، بعدما خفّضت التوقعات العالمية للنمو الاقتصادي خلال العامين المقبلين إلى 2.9% فقط، وهو أدنى مستوى منذ فترة ما بعد الجائحة. يكمن السبب الرئيسي في عودة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها العالميين، مع توجه واشنطن لفرض تعريفات جمركية جديدة على واردات صينية وأوروبية في قطاعات حساسة مثل السيارات والرقائق الإلكترونية.
أفضل وسطاء الفوركس عبر الإنترنت
هذا التصعيد لم يأتِ في وقت مثالي. فمعظم الاقتصادات المتقدمة لم تتعافَ بعد بشكل كامل من تبعات التضخم المرتفع والضغوط الجيوسياسية، خصوصًا في ظل الأزمات المتكررة في سلاسل التوريد. منطقة اليورو تحديدًا تبدو أكثر هشاشة من غيرها، حيث تواجه ألمانيا وفرنسا تباطؤًا صناعيًا ملحوظًا، وتراجعًا في الصادرات.
هل أنت مستعد للتداول بناءً على توقعاتنا الأسبوعية للفوركس؟ فيما يلي أفضل وسطاء الفوركس للاختيار من بينهم.
أما في الشرق الأوسط، فتبدو الصورة معقّدة، فالدول المصدرة للنفط قد تستفيد مؤقتًا من اضطرابات الأسواق بارتفاع أسعار الخام، لكن في المقابل، ستتأثر دول كثيرة بتكاليف الاستيراد المرتفعة، وزيادة فاتورة الغذاء والطاقة، خصوصًا الدول غير النفطية التي تعتمد على الاستيراد والتمويل الخارجي، كما يُتوقع أن تواجه الأسواق الناشئة ضغوطًا متزايدة على عملاتها إذا استمرت التدفقات الاستثمارية بالخروج نحو الملاذات الآمنة.
من جانبها، لمّحت عدة بنوك مركزية أوروبية إلى احتمال تأجيل قرارات خفض أسعار الفائدة، رغم تباطؤ النمو، في ظل حالة عدم اليقين العالمية. وبدورها، بدأت الأسواق المالية في أوروبا وآسيا تسعّر المخاطر الجديدة، ما تسبب في تقلبات حادة في مؤشرات الأسهم والعُملات.
ومن المرجح أن تتسم المرحلة القادمة بحالة توتر أكبر في الأسواق، وانكماش محتمل في معدلات التجارة العالمية، ما سيجعل عام 2025 عامًا مليئًا بالتحديات، خصوصًا للدول التي لم تؤمّن موقعها جيدًا في سلاسل الإمداد العالمية.