تشهد دول الشرق الأوسط موجة غير مسبوقة من الاستثمارات في قطاع الأمن السيبراني، في ظل تصاعد وتيرة الهجمات الرقمية وتزايد الاعتماد على التقنيات المتقدمة في مختلف قطاعات الدولة. ووفقًا لأحدث التقديرات، يتوقع أن تتجاوز قيمة سوق الأمن السيبراني في المنطقة حاجز 26 مليار دولار بحلول عام 2030، مقارنة بنحو 16.8 مليار دولار متوقعة في عام 2025، ما يعكس تسارعًا لافتًا في نمو هذا القطاع الحيوي.
أفضل وسطاء الفوركس عبر الإنترنت
العديد من الحكومات في المنطقة، وعلى رأسها دول الخليج، باتت تنظر إلى الأمن السيبراني على أنه عنصر أساسي في استراتيجيات التحول الرقمي والرؤية الاقتصادية المستقبلية، لاسيما في ظل التوسع الكبير في البنى التحتية الرقمية والخدمات الحكومية الذكية. وقد أطلقت بعض الدول مبادرات وطنية لتعزيز الحماية الإلكترونية في المؤسسات الحكومية والمالية، مع اعتماد تشريعات جديدة تلزم القطاعات الحساسة برفع جاهزيتها السيبرانية.
هل أنت مستعد للتداول بناءً على توقعاتنا الخاصة بالتداول ؟ لقد قمنا بإدراج أفضل منصات التداول للعملات الأجنبية لتتمكن من الاطلاع عليها.
ويرتبط هذا التوسع المتسارع بالطلب المتزايد على حلول دفاعية متطورة، خصوصًا مع تنامي استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وتحليل البيانات الضخمة. هذه التقنيات، رغم ما تحمله من فرص، فتحت المجال أيضًا أمام أشكال جديدة من التهديدات المعقدة، وهو ما دفع الشركات الإقليمية إلى البحث عن شراكات استراتيجية مع مزودي حلول أمنية عالميين، لضمان حماية فعالة وشاملة للبنى التحتية الحساسة.
في المقابل، تسعى الشركات الناشئة في المنطقة إلى الدخول بقوة في هذا القطاع، حيث بدأت بعض المنصات المحلية في تطوير أنظمة دفاع إلكتروني متقدمة موجهة خصيصًا للبيئة الإقليمية. كما يشهد سوق العمل ازدهارًا في الطلب على الكفاءات المتخصصة في مجال الأمن السيبراني، مع بروز تخصصات جديدة في الجامعات وبرامج التدريب الاحترافي لتلبية هذا الطلب المتزايد.
ويُتوقع أن يشمل التوسع المستقبلي للأمن السيبراني في الشرق الأوسط مجالات جديدة مثل حماية المدن الذكية، وتأمين أنظمة الطاقة، والنقل، والبنية التحتية المالية، مما يعكس تحولًا استراتيجيًا يجعل من الأمن الرقمي جزءًا لا يتجزأ من الأمن القومي والاقتصادي للمنطقة.