ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا إلى أعلى مستوياتها منذ بداية أبريل، حيث شهدت الأسواق زيادة بنسبة 4.8% بنهاية تعاملات الجمعة الماضية، وفقًا لتحليل خبراء السلع في بنك ING، إيفا مانثي ووارن باترسون. يأتي هذا الارتفاع مدفوعًا بمخاوف متزايدة من تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، التي قد تعرقل حركة الشحن عبر مضيق هرمز، الممر الحيوي لنقل الطاقة العالمية. هذا المضيق يعد شريانًا أساسيًا لتدفقات الغاز الطبيعي المسال (LNG)، حيث تعتمد دول مثل قطر، التي تسيطر على حوالي 20% من تجارة الغاز المسال عالميًا، بشكل كامل على هذا الممر لتصدير إمداداتها.
أفضل وسطاء الفوركس عبر الإنترنت
أي اضطراب في مضيق هرمز سيؤثر بشكل مباشر على إمدادات الغاز المسال، مما يفاقم الضغوط على أسواق الطاقة العالمية. وفي ظل غياب مسارات بديلة فورية، فإن أي تعطل قد يتسبب في تقلبات حادة في الأسعار.
وفي الوقت نفسه، تسعى أوروبا إلى تقليل اعتمادها على الغاز الروسي، حيث من المتوقع أن تقدم المفوضية الأوروبية مقترحًا اليوم لإنهاء استيراد الغاز الروسي بحلول نهاية 2027. يشمل المقترح حظرًا تدريجيًا على الواردات بدءًا من يناير القادم، مع وقف تقديم الخدمات للشركات الروسية في محطات الغاز المسال الأوروبية، مما يعكس جهود الاتحاد لتعزيز أمن الطاقة.
ان الارتفاع الحاد في أسعار الغاز الطبيعي تشير الى وجود هشاشة في أسواق الطاقة في ظل التوترات الجيوسياسية، حيث يبرز مضيق هرمز كنقطة ضعف استراتيجية. اعتماد قطر على هذا الممر يكشف عن مخاطر تركز الإمدادات، بينما يعزز قرار أوروبا بقطع الاعتماد على الغاز الروسي التحول نحو مصادر طاقة بديلة. لكن هذا التحول قد يزيد الضغط على الأسواق إذا لم تُطوَّر بنية تحتية كافية لاستيعاب الإمدادات البديلة بحلول 2027، مما ينذر بتقلبات مستقبلية محتملة في أسعار الطاقة وكذلك الإمدادات