في مستهل تعاملات صباح اليوم الأربعاء 14 مايو 2025، سجّلت أسعار النفط انخفاضًا طفيفًا بعد موجة من التفاؤل الحذر في الأسواق العالمية، وذلك رغم الإعلان عن خفض متبادل للرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين، الذي كان يُنتظر أن يمنح أسعار الطاقة دفعة أقوى.
أفضل وسطاء الفوركس عبر الإنترنت
وتراجع سعر خام برنت بنسبة 0.7% ليصل إلى 83.12 دولارًا للبرميل، بينما هبط سعر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنحو 0.6% مسجلاً 78.45 دولارًا للبرميل. ويأتي هذا التراجع على الرغم من انخفاض الدولار الأمريكي، الذي عادةً ما يمنح دعمًا إضافيًا لأسعار النفط بسبب زيادة الإقبال من المشترين خارج الولايات المتحدة.
الأسواق بدت في حالة ترقب، حيث فضّل المستثمرون انتظار مؤشرات أكثر وضوحًا بشأن مستويات الطلب الفعلي على الخام، في ظل توترات جيوسياسية متقلبة وضبابية تغلف أداء الاقتصاد العالمي.
ويرى مراقبون أن هذا الانخفاض لا يعكس بالضرورة تراجعًا في القوة الدافعة للأسواق، بل قد يكون بمثابة تصحيح فني في ظل التذبذب الحالي، خاصة بعد الارتفاعات التي حققتها أسعار الخام في الجلسات الماضية.
انعكاسات مباشرة على أسواق الخليج وموازنات الدول المنتجة
أدى هذا التذبذب في أسعار النفط إلى تحركات حذرة في أسواق الأسهم الخليجية، حيث شهدت بعض المؤشرات تقلبًا طفيفًا بسبب ارتباط اقتصادات المنطقة الوثيق بعوائد الطاقة. فمع استمرار تراجع أسعار النفط دون مستويات 85 دولارًا، يزداد الضغط على موازنات الدول المنتجة التي بنت تقديراتها المالية على أساس أسعار أعلى لضمان تحقيق فوائض أو تقليل العجز.
في المملكة العربية السعودية، على سبيل المثال، يراقب المستثمرون بعناية تأثير هذه التحركات على خطط الإنفاق الحكومي ومشروعات "رؤية 2030"، بينما في الإمارات العربية المتحدة، يستمر التركيز على تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على عائدات النفط، وهو ما يمنح الأسواق نوعًا من الاستقرار النسبي في مواجهة تقلب الأسعار.
أما في بقية دول الخليج، فهناك حرص متزايد على ضبط الإنفاق العام واستمرار الإصلاحات الاقتصادية لتعزيز المرونة المالية، خاصة في ظل التحديات العالمية المتلاحقة التي تؤثر على حركة التجارة وسوق الطاقة.
توقعات بمرحلة تصحيح قبل استقرار السوق
ويُرجّح خبراء الطاقة أن يشهد السوق تحركات أكثر وضوحًا خلال الأيام المقبلة، خصوصًا مع اقتراب صدور بيانات المخزون الأمريكي، إلى جانب متابعة آثار التهدئة التجارية بين واشنطن وبكين على حركة الشحن والتجارة العالمية.
وفي ظل استمرار هذه العوامل المؤثرة، ينصح المحللون بمتابعة حركة الأسواق بحذر، مع التذكير بأن أي تغيير مفاجئ في السياسة النقدية أو الإنتاج النفطي قد يُعيد ترتيب المشهد بالكامل.