تشهد الأسواق السورية تصاعدًا غير مسبوق في تدهور سعر صرف الليرة، حيث بلغ سعر الدولار في السوق السوداء أكثر من 17,000 ليرة، في واحدة من أسوأ موجات الانخفاض التي تشهدها البلاد منذ بداية الأزمة الاقتصادية.
أفضل وسطاء الفوركس عبر الإنترنت
هذا التدهور المفاجئ دفع المصرف المركزي السوري إلى إعلان حزمة تدابير طارئة تهدف إلى كبح الانهيار المتسارع، تضمنت ضخ كميات كبيرة من العملة الأجنبية في الأسواق المحلية، وتعديل السعر الرسمي للدولار ليقترب من السعر المتداول في السوق الموازية، في محاولة لردم الفجوة التي لطالما كانت سببًا في تفشي السوق السوداء.
هل أنت مستعد للتداول بناءً على توقعاتنا اليومية للفوركس؟ فيما يلي قائمة ببعض أفضل منصات تداول العملات الأجنبية التي يمكنك الاطلاع عليها.
وأوضحت تقارير مالية أن العوامل الرئيسية وراء هذا الانخفاض تشمل الانكماش في تدفق التحويلات المالية من الخارج، التي تمثل شريانًا حيويًا للاقتصاد المحلي، إضافة إلى انخفاض احتياطيات النقد الأجنبي لدى الدولة، وارتفاع الطلب على الدولار من قبل المستوردين في ظل ندرة المعروض.
كما ساهمت العقوبات الاقتصادية الدولية وتقييد التعاملات المالية الخارجية في خنق قدرة النظام المصرفي السوري على توفير العملات الصعبة، ما أدى إلى تفاقم الضغط على العملة الوطنية. ويخشى المراقبون من انعكاسات سريعة على أسعار السلع والمواد الغذائية، التي بدأت بالفعل بالارتفاع في الأسواق المحلية، مع توقعات بأن يتجاوز معدل التضخم حاجز الـ 100% خلال الأشهر القليلة القادمة.
وفي ظل هذه التطورات، دعت بعض الأوساط الاقتصادية في دمشق إلى ضرورة تسريع الخطوات الإصلاحية، وتوفير بيئة استثمارية جاذبة لرؤوس الأموال المحلية والأجنبية، بالإضافة إلى دعم الصناعات الوطنية وتحفيز الصادرات كحلول استراتيجية لمعالجة الاختلالات البنيوية في الاقتصاد السوري.
يبقى السؤال المطروح حاليًا: هل ستنجح التدخلات الطارئة في وقف نزيف العملة السورية، أم أن البلاد مقبلة على مزيد من الانزلاق نحو أزمة نقدية أعمق تهدد الاستقرار المعيشي والاقتصادي على حد سواء؟