سجّلت أسواق الأسهم الأمريكية أسبوعًا سلبيًا جديدًا، لتنهي تداولات الخميس بخسائر جماعية، وسط استمرار الاضطرابات الناجمة عن التوترات التجارية. يأتي ذلك في أسبوع مختصر بسبب إغلاق الأسواق يوم الجمعة العظيمة، بينما تزايد الطابع المضطرب للتداولات، حيث سجّل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 خسائره السابعة في تسعة أسابيع، في ظل حالة من عدم اليقين المتصاعدة بفعل سياسة الرسوم الجمركية الأمريكية.
أفضل وسطاء الفوركس عبر الإنترنت
تصريحات متفائلة من ترامب تفشل في تهدئة الأسواق
رغم التهدئة النسبية في الجبهة الجمركية خلال الأيام الأخيرة، خاصة مع تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي حاول من خلالها الرئيس الأمريكي تهدئة الأجواء بإطلاق سلسلة من التصريحات المتفائلة بشأن مستقبل المفاوضات التجارية. ففي لقائه الرسمي مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، يوم الخميس، أعرب ترامب عن ثقته في التوصل إلى اتفاقات تجارية كبرى، وعلى رأسها الاتفاق المرتقب مع الصين. وقال بوضوح: "أعتقد أننا سنتوصل إلى اتفاق جيد جدًا مع الصين"، مضيفًا أن "لا أحد يستطيع منافسة الولايات المتحدة"، كما أكد أن بلاده ستفرض في نهاية المطاف عددًا كبيرًا من الرسوم الجمركية الأساسية، مشيرًا إلى عدم توقعه لأي صعوبات في التوصل إلى صفقات تجارية مع أي طرف مهتم.
كما تطرقت تصريحات ترامب إلى علاقات بلاده مع الاتحاد الأوروبي، إذ أكد أنه يتوقع بنسبة 100% التوصل إلى اتفاق تجاري معهم، معتبرًا أن الاتحاد الأوروبي يملك الرغبة الكاملة في إنجاز الصفقة، على أن تكون "عادلة"، وفق تعبيره. وأضاف قائلًا: "الجميع على قائمة أولوياتي"، في إشارة إلى انفتاح واشنطن على التفاوض مع مختلف الشركاء التجاريين.
جيروم باول يكشف عن مخاوف من ارتفاع التضخم
في الوقت ذاته، عبّر رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول عن مخاوفه من أن تؤدي الرسوم الجمركية إلى آثار تضخمية أكبر من المتوقع، وهو ما قد يعيق قدرة البنك الفيدرالي على تحقيق هدفه المزدوج المتعلق باستقرار الأسعار ودعم سوق العمل الأمريكي. تصريحات باول أثارت استياء ترامب، الذي عاد لانتقاد البنك الفيدرالي مشيرًا إلى إمكانية دراسة إقالة باول على خلفية تمسكه بموقفه الرافض لخفض الفائدة.
إغلاق وول ستريت على تراجعات جديدة
على صعيد نتائج الشركات تصدّر قطاع التكنولوجيا المشهد السلبي بعد إعلان شركتي "إنفيديا" و"إيه إم دي" عن توقعات سلبية مرتبطة بضوابط التصدير الأمريكية إلى الصين، وهو ما تزامن مع نتائج ضعيفة للحجوزات الفصلية من جانب شركة (ASML) الهولندية، ما دفع المؤشرات الرئيسية لتراجعات حادة قادتها أسهم التكنولوجيا.
على صعيد التداولات، أنهت المؤشرات الثلاثة الأسبوع بخسائر جماعية، حيث تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.5%، وانخفض مؤشر ناسداك المركب بنسبة 2.6%، بينما سجل مؤشر داو جونز الصناعي هبوطًا بنحو 2.7%.