كشفت نتائج مسح توقعات المستهلك الصادر عن الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك لشهر مارس عن تصاعد في الضغوط التضخمية قصيرة الأجل، إلى جانب تزايد المخاوف المرتبطة بسوق العمل، وذلك في ظل أجواء من عدم اليقين الاقتصادي. وقد سجلت توقعات التضخم على مدى عام واحد ارتفاعًا إلى 3.6%، بينما ارتفعت احتمالات فقدان الوظيفة إلى ما يقدر بنحو 15.7%، وهي أعلى مستويات تُسجل منذ الأشهر الأولى لجائحة كورونا، مع تركّز التأثير بشكل خاص على الأسر ذات الدخل المنخفض.
أفضل وسطاء الفوركس عبر الإنترنت
وأظهرت البيانات أن هذه المخاوف طالت مختلف الفئات العمرية والتعليمية والدخلية، مما يعكس تراجعًا عامًا في ثقة المستهلك الأمريكي. كما تدهورت توقعات النمو في الأجور والدخل، وسط ازدياد النظرة التشاؤمية تجاه الأوضاع المالية الشخصية وصعوبة الوصول إلى الائتمان، في ظل استمرار ضغوط الأسعار وتراجع الآفاق الاقتصادية.
صناع السياسة في الاحتياطي الفيدرالي يحذرون من تأثير الرسوم الجمركية على التضخم
في غضون ذلك، حذر مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي من تداعيات الرسوم الجمركية على مستويات التضخم في الولايات المتحدة، مؤكدين أن حالة عدم اليقين السياسي لا تزال تلقي بظلالها على التوقعات الاقتصادية. فقد صرح كريستوفر والر، عضو مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي، خلال كلمة ألقاها أمام جمعية المحللين الماليين المعتمدين في سانت لويس، بأن حالة الغموض المتعلقة بقرارات الرسوم الجمركية والمفاوضات التجارية تجعل من الصعب بناء توقعات دقيقة، مشيرًا إلى أن الإعلان عن رسوم جديدة في 2 إبريل كان له أثر مباشر على الأسواق.
ذكر والر أن التضخم الأساسي لنفقات الاستهلاك الشخصي، وهو المقياس المفضل للفيدرالي، قد يشهد ذروة جديدة تقترب من 5% على أساس سنوي خلال الأشهر المقبلة، مرجعًا ذلك إلى تأثير تلك الرسوم. وأضاف: "الرسوم الجمركية هي المشكلة الكبرى، لذا دعونا نتحدث عنها".
هل أنت مستعد للتداول بناءً على توقعاتنا الأسبوعية للفوركس؟ فيما يلي أفضل وسطاء الفوركس الموثوقة للاختيار من بينهم.
من جانبه، أكد رافائيل بوستيك، رئيس الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، أن هذه الرسوم ستدفع الأسعار نحو مزيد من الارتفاع، وهو ما قد يفرض على الفيدرالي تمديد فترة الوصول إلى هدف التضخم البالغ 2%. وفي حديثه خلال فعالية اقتصادية في أتلانتا، شدد بوستيك على أن الاقتصاد يعاني من تباطؤ واضح، في ظل استمرار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها. وأشار إلى أن جهود إعادة التصنيع إلى الداخل الأمريكي تتطلب بنية صناعية مدروسة، قائلًا: "الأمر يتطلب أكثر من مجرد بناء الجدران، إنه يحتاج إلى هندسة حقيقية".
هذا التداخل بين السياسات التجارية والتضخم والتوظيف يسلط الضوء على التحديات المعقدة التي تواجه صناع القرار في المرحلة المقبلة، مع ازدياد المخاطر المرتبطة بالضبابية الاقتصادية العالمية.