تباينت تتحركات العملة الأوروبية خلال الأسبوع الجاري، بينما سجلت ارتفاع نسبي مقابل الدولار بعدما أظهرت الأسواق ارتياحًا في ظل استمرار إعفاء الاتحاد الأوروبي من التعريفات الجمركية التي اقترحها الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، على الواردات الأمريكية وذلك قبل نحو أسبوع حيث اقتصرت تهديدات ترامب على الصين، وكندا، والمكسيك. قبل أن يلحق بهم الدول الاعضاء في تحالف البريكس.
أفضل وسطاء الفوركس عبر الإنترنت
يذكر أنه في خلال حملته الانتخابية، هدد ترامب بأن الاتحاد الأوروبي سيدفع ثمنًا باهظًا لعدم شراء ما يكفي من الصادرات الأمريكية. بعد إعلان ترامب عن التعريفات الجمركية يوم الثلاثاء، صرح وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك بأن الاتحاد الأوروبي يجب أن يبدأ مفاوضات مع الولايات المتحدة لتجنب خطر نشوب حرب تجارية.
على الجانب الاخر، يواجه اليورو ضغوطًا نتيجة حالة عدم الاستقرار السياسي في فرنسا. حيث تكافح الحكومة الفرنسية لتمرير ميزانيتها، ويجري رئيس الوزراء ميشيل بارنييه مفاوضات مع زعيمة التجمع الوطني اليمينية المتطرفة مارين لوبان. استمرت مفاوضات الميزانية حتى نهاية الأسبوع، إلا أن الحزبين لم يتوصلوا إلى اتفاق بعد. ومن المتوقع أن يؤدي هذا الغموض بشأن ميزانية فرنسا إلى تقلبات محتملة في اليورو خلال الأسبوع المقبل، حيث حذر بارنييه من أن عدم دعم البرلمان الفرنسي لمشروع الميزانية قد يؤدي إلى سقوط الحكومة الفرنسية.
معدل البطالة في منطقة اليورو يستقر عند 6.3% في أكتوبر
على صعيد البياانات أفادت تقارير صادرة عن يوروستات أن معدل البطالة المعدل موسميًا في منطقة اليورو استقر عند 6.3% خلال أكتوبر، دون أي تغيير مقارنة بالرقم المسجل خلال شهر سبتمبر، مع تسجيل انخفاض قدره 0.3 نقطة مئوية مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي. أما على مستوى الاتحاد الأوروبي ككل، فقد بلغ معدل البطالة 5.9% خلال أكتوبر، مستقرًا مقارنة بسبتمبر، مع تراجع بمقدار 0.2 نقطة مئوية مقارنة بأكتوبر 2023.
أظهرت البيانات أن إسبانيا سجلت أعلى معدل بطالة بين دول الاتحاد الأوروبي بنسبة بلغت 11.2%. وعلى الجانب الآخر، جاءت الدول ذات أدنى معدلات بطالة ممثلة بجمهورية التشيك بنسبة 2.6%، وأشار التقرير إلى أن عدد العاطلين عن العمل في الاتحاد الأوروبي بلغ حوالي 12.971 مليون شخص في أكتوبر، منهم حوالي 10.841 مليون في منطقة اليورو.
تراجع نشاط التصنيع في منطقة اليورو خلال نوفمبر
في بيانات اخرى، من منطقة اليورو شهد قطاع التصنيع استمرارًا في الانكماش خلال نوفمبر، حيث انخفض مؤشر مديري المشتريات إلى 45.2 نقطة مقارنة بـ46 نقطة المسجلة في أكتوبر، وفقًا لتقرير صادر عن ستاندرد آند بورز جلوبال وبنك هامبورغ التجاري (HCOB) يوم الاثنين. وأبرز التقرير أن أكبر ثلاث اقتصادات في المنطقة، وهي ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، قادت هذا التراجع، بينما سجلت إسبانيا واليونان تحسنًا طفيفًا.
أشار التقرير إلى تراجع التوظيف بأسرع وتيرة منذ أغسطس 2020، مع انخفاض حاد في الأعمال الجديدة واستنفاد المتأخرات بشكل متزايد. وعلى الرغم من ذلك، انخفضت تكاليف التشغيل بشكل طفيف، واستمرت الشركات في إبداء ثقة بتحسين الأوضاع خلال الأشهر الـ 12 المقبلة.
استقرار التصنيع الألماني مع بقاء مؤشر مديري المشتريات دون تغيير
في غضون ذلك، كشف تقرير مشترك صادر عن ستاندرد آند بورز جلوبال وبنك هامبورغ التجاري (HCOB) يوم الاثنين أن نشاط التصنيع في ألمانيا بقي دون تغيير خلال نوفمبر، حيث سجل مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الألماني الصادر من بنك هامبورغ قراءة عند 43.1 نقطة، بزيادة طفيفة قدرها 0.3 نقطة عن أكتوبر، مما يمثل أعلى مستوى خلال خمسة أشهر.