تراجع الدولار لليوم الثالث على التوالي، بينما تباينت أسواق الأسهم العالمية، في وقت ارتفعت فيه عائدات السندات الأمريكية. بينما حافظ الذهب على تسجيل مستويات قياسية بشكل يومي. وسط توالي البيانات الأمريكية وتصريحات من صناع السياسة النقدية الأمريكية والتي اتسمت بالحذر. حيث ركز رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي وعدد من أعضاء البنك الاحتياطي الفيدرالي على أهمية الاعتماد على البيانات مع التركيز على الحفاظ على الثقة في مسار التضخم والاستعداد لتعديل السياسة حسب الضرورة مع تجنب الإجراءات المبكرة التي قد يكون لها آثار مدمرة.
باول: تخفيض أسعار الفائدة السابق لأوانه يخفض المخاطر
خلال خطاب ألقاه في جامعة ستانفورد، حذر رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول من التعطيل المحتمل لتنفيذ تخفيضات أسعار الفائدة قبل الأوان. وشدد باول على أهمية التوقيت، مشيرًا إلى أن خفض أسعار الفائدة في وقت مبكر جدًا أو بقوة شديدة قد يؤدي إلى التراجع عن التقدم المحرز في التضخم ويستلزم سياسات أكثر صرامة لتصحيح الوضع. وعلى الرغم من هذا الحذر، أشار باول إلى أن السياسة النقدية تعمل بشكل عام كما هو متوقع. وكرر باول موقف بنك الاحتياطي الفيدرالي بأن مستوى أكبر من الثقة في مسار التضخم ضروري قبل النظر في تعديلات السياسة النقدية. وشدد على ضرورة مراقبة التحركات المستمرة نحو هدف التضخم البالغ 2% قبل التفكير في أي تخفيضات في أسعار الفائدة. وشدد باول على أن القرار سيعتمد على التطورات الاقتصادية ورأي الأغلبية بين أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة فيما يتعلق بتوقيت تعديلات أسعار الفائدة المحتملة.
أفضل وسطاء الفوركس عبر الإنترنت
على الرغم من الارتفاعات الأخيرة في التوظيف والتضخم، أكد باول أن موقف بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن تخفيض أسعار الفائدة لم يتغير. وشدد على أنه على الرغم من أن نقاط البيانات هذه جديرة بالملاحظة، إلا أنها لا تغير بشكل كبير التوقعات الاقتصادية الشاملة، التي لا تزال تصور نموًا قويًا، وسوق عمل قويًا يمر بمرحلة انتقالية، واقتراب التضخم تدريجيًا من هدف 2%.
صناع السياسة النقدية يدعو للتمهل قبل رفع الفائدة
في غضون ذلك، أكدت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو ماري دالي أنه "ليس هناك حاجة ملحة" لتعديل سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية، مشددة على "الخطر الحقيقي" لتنفيذ تخفيضات أسعار الفائدة قبل الأوان. وأشار مسؤول بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى أن الاقتصاد الأمريكي "يتحسن"، وأضاف أنه في حين يمكن اعتبار تخفيضات أسعار الفائدة ثلاث مرات "معقولة" لهذا العام، إلا أن شروط مثل هذه الإجراءات لم يتم استيفاؤها بعد. كما أوضحت دالي أن توقع ثلاث تخفيضات في أسعار الفائدة بحلول نهاية العام لم يكن "وعدًا" مؤكدًا، مشيرًا إلى أهمية أن يكون صناع السياسات مستعدين في حالة ثبت أن التضخم "أكثر ثباتًا" من المتوقع، وهو ما قد يؤثر بدوره على السياسة النقدية للبنك المركزي. سياسة.
في نفس الإطار، أكد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، رافائيل بوستيتش، أنه يعتبر أنه من "المناسب" خفض أسعار الفائدة في الربع الأخير من عام 2024، حيث يعتقد أن التضخم لن يصل إلى هدف 2٪ حتى عام 2026. "إذا تطور الاقتصاد كما أتوقع، وسيشهد ذلك قوة مستمرة في الناتج المحلي الإجمالي والبطالة وانخفاضًا بطيئًا في التضخم على مدار العام، أعتقد أنه سيكون من المناسب لنا أن نبدأ في التحرك للأسفل في النهاية". وكرر محافظ البنك المركزي توقعاته بتخفيض واحد بمقدار ربع نقطة في أسعار الفائدة هذا العام.