شهدت تصريحات أعضاء البنك الاحتياطي الفيدرالي تحول على نحو أكثر تفاؤلاً خلال الأسبوع الجاري، على عكس تصريحاتهم المتشددة في الفترة التي سبقت اجتماع الفيدرالي في نهاية الشهر الماضي. يبدو أن صناع السياسة النقدية يجيدوا استخدام التصريحات كأحد أدوات السياسة النقدية التي تصنع توجهات السوق. حسب المحللين فإن اللهجة المتفائلة لأعضاء الفيدرالي مدفوعة بتحسن نسبي في بيانات التضخم.
أفضل وسطاء الفوركس عبر الإنترنت
حسب اخر التقارير أعلن بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك عن زيادة كبيرة في حالات التخلف عن سداد بطاقات الائتمان وديون السيارات في الولايات المتحدة، مما يشير إلى تزايد الضغوط المالية. وارتفعت ديون بطاقات الائتمان بمقدار 143 مليار دولار سنويًا في الربع الرابع من عام 2023، مع ارتفاع ديون السيارات بمقدار 55 مليار دولار. وارتفعت معدلات التأخر في السداد لكلا النوعين من الديون مقارنة بالربع نفسه من عام 2022، مما يشير إلى زيادة الضغوط المالية، خاصة بين الأسر الأصغر سنا وذات الدخل المنخفض.
أبرز تصريحات أعضاء البنك الاحتياطي الفيدرالي
في هذا الشأن، قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس، نيل كاشكاري، إن البيانات الاقتصادية الأخيرة ليست "إيجابية بشكل لا لبس فيه"، مؤكدا أن هناك بعض مؤشرات الضعف الاقتصادي مثل "تزايد معدلات التأخر في سداد قروض السيارات وبطاقات الائتمان من مستويات منخفضة للغاية واستمرار الضعف في المكاتب". وأشار نيل كاشكاري، إلى أنه في حين أن بيانات التضخم على أساس سنوي لم تصل بعد إلى مستويات مثيرة للقلق، فإن البيانات على المدى القصير تظهر علامات تراجع التضخم. كما أضاف إن التقدم السريع للتضخم الأساسي في الاقتراب من المستوى المستهدف "يشير إلى أننا نحرز تقدمًا كبيرًا في معركتنا للتضخم". وأعرب عن تفاؤل حذر بشأن التوقعات الاقتصادية لكنه أكد على أن المعركة ضد التضخم مستمرة، مع أمل في تجنب الركود.
في غضون ذلك، صرحت لوريتا ميستر، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند، أن التخفيضات المستدامة في التضخم ضرورية قبل النظر في تخفيضات أسعار الفائدة. وشددت على أهمية اكتساب لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية الثقة في تحرك التضخم نحو المعدل المستهدف البالغ 2% قبل تعديل السياسة. وحذر ميستر أيضًا من مخاطر الحفاظ على أسعار الفائدة الحالية إذا استمرت توقعات التضخم في الضعف، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى تشديد موقف السياسة بشكل فعال.
في تصريحات أخرى نشرت عبر مقابلة مع صحيفة "وول ستريت جورنال"، أشار رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، أوستان جولسبي، يوم الجمعة، إلى أن بيانات الوظائف غير الزراعية لشهر يناير لم تكن قوية بما فيه الكفاية مقارنة بالرقم المشار إليه، وأوضح جولسبي أنه رغم إضافة أصحاب العمل لـ 353 ألف وظيفة في يناير، والتي تجاوزت التوقعات البالغة 185 ألف وظيفة، إلا أن هذا الرقم لم يعكس القوة الكامنة في الاقتصاد، ملقيًا اللوم على انخفاض إجمالي ساعات العمل.