شهد عام 2023 أول مكاسب لسوق سندات الخزانة الأمريكية منذ حوالي ثلاث سنوت، بدعم من تراجع الدولار وانخفاض العائد على السندات الأمريكية. حيث سجلت العملة الأمريكية تراجع بنسبة 3 في المئة خلال العام الماضي وسط التحول في توقعات السياسة النقدية التي قد يشهدها الاقتصاد الأمريكي في ظل تسجيل التضخم تباطؤ وتراجع النمو الاقتصادي.
أفضل وسطاء الفوركس عبر الإنترنت
تأتي مكاسب السندات في نهاية العام على نحو مغاير تمامًا لأداء سوق السندات خلال معظم أوقات العام، بعدما سجلت خسائر بلغت 3.3 في المئة حتى أكتوبر الماضي. بينما سجلت عوائد السندات القياسية مستويات قياسية مرتفعة خلال أكتوبر 2023 (تسير العائد على السندات في اتجاه مضاد لسعر السندات نفسها فارتفاع السندات يعني تراجع العائد والعكس بالعكس). حينما كانت التوقعات وتصريحات صناع السياسة النقدية تشير إلى التمسك بسعر الفائدة عند مستويات مرتفعة لفترات زمنية طويلة، الأمر الذي حفز المستثمرين للمطالبة بعائد أعلى على السندات التي شهدت وفرة في المعروض منها.
تحول السياسة النقدية وتراجع الدولار
تسببت البيانات التي أظهرت تراجع معدلات نمو سوق العمل بالتزامن مع مواصلة التضخم تباطؤ، في تحول سريع وقوي في توقعات نهاية دورة التشديد النقدي ونهاية سلسلة رفع أسعار الفائدة، كان البنك الاحتياطي الفيدرالي قد رفع أسعار الفائدة احد عشرة مرة منذ مارس 2022 وحتى شهر يوليو الماضي، قبل أن يثبت أسعار الفائدة على مدار ثلاث اجتماعات متتالية.
تحولت وزارة الخزانة إلى أبطأ وتيرة حجم المزادات التي يتم من خلالها طرح السندات. دفعت تلك التحولات سوق السندات الأمريكية إلى تسجيل مكاسب سريعة على مدار شهري ديسمبر ونوفمبر من 2023، حيث وصلت نسبة ارتفاع السندات في تلك الأشهر 3.5 في المئة و3.4 في المئة على التوالي، ليعود التوازن في منحنى العائد بشكل أفضل.
سجل مؤشر بلومبرج للخزانة الأميركية ارتفاع بنسبة 4.1% خلال 2023، وهي أول مكاسب منذ ثلاث سنوات عندما دفعت مخاوف انتشار الجائحة في ارتفاع السندات.
توقعات سوق السندات في 2024
يتوقع محللي الأسواق ان موصلة سندات الخزانة الارتفاع خاصة مع الخفض المتوقع في أسعار الفائدة. تشير تقديرات المحللين الأخيرة إلى إمكانية إقرار البنك الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة خلال العام الجاري ما بين 100 إلى 200 نقطة أساس.