توسع الجهود الدولية لتحجيم هيمنة الدولار على الاقتصاد العالمي

تتواصل محاولات الإفلات من هيمنة الدولار الأمريكي في التعاملات المالية الدولية، وسط محاولات إقليمية لتبني عملات موحدة في التعاملات بين الدول للخروج من سيطرة الدولار الأمريكي، على الرغم من الجانب السياسي المفهوم في هذا الشأن، والذي تسعى اليه عدد كبير من الدول مثل ايران وروسيا وكوريا الشمالية في محاولة للإفلات من سلسلة العقوبات الأمريكية، تسعى دول أخرى لتخفيف هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية عن الشأن العالمي مثل الصين. كما لا ينبغي اهمال الوضع الاقتصادي لتلك المحاولات، فبينما مرت أزمة سقف الدين الأمريكي كما كان متوقعًا بسلام، الا ان العالم قد يتوقع حدوث ضرر ولو بسيط في حال تصاعدت الخلافات في الداخل الأمريكي ولم يتم التوصل لحل او اتفاق.

الرئيس البرازيلي يدعو مرة أخرى إلى عملة مشتركة بين دول البريكس

أكد الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، الأسبوع الماضي، دعمه لعملة ستستخدم من قبل مجموعة البريكس، وهو تحالف يضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا. متحدثًا إلى جانب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، قال لولا إنه "يحلم" بعملة مشتركة لدول البريكس، والتي، في رأيه، ستكون مماثلة لليورو. وأضاف الرئيس البرازيلي أن العملة المحتملة للمجموعة ستساعد الدول الأعضاء على "القيام بأعمال تجارية" دون الاعتماد على دولار الولايات المتحدة وستسمح لهم "بالحصول على مزيد من الحرية في التفاوض". وأشار إلى أن "دولة واحدة فقط لديها آلة دولار، وهذا البلد يفعل ما يشاء بالدولار"، منتقدًا على ما يبدو الولايات المتحدة وسياسة العقوبات التي تطبقها.

سبق وان دعا لولا في كلمة افتتاحية في قمة حضرها زعماء أمريكا الجنوبية، إلى تشكيل "مجموعة رفيعة المستوى" من شأنها أن تتوصل إلى خارطة طريق جديدة لتكامل أمريكا الجنوبية في غضون 120 يومًا. من بين أمور أخرى، اقترح لولا "وضع المدخرات الإقليمية في خدمة التنمية الاقتصادية والاجتماعية" واقترح تقليل الاعتماد على الدولار وإنشاء عملة مشتركة لاستخدامها في التجارة بين بلدان أمريكا الجنوبية.

اتفاقات ثنائية للخروج من عباءة الدولار

في وقت سابق من الشهر الماضي، بيان مشترك لوزراء خارجية تلك الدول أن مجموعة بريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا) تخطط لتشجيع استخدام عملاتها المحلية في التجارة الدولية. وجاء في النص أن "الوزراء شددوا على أهمية تعزيز استخدام العملات المحلية في التجارة الدولية والمعاملات المالية بين دول البريكس وكذلك شركائهم التجاريين".

خلال الأشهر الماضية توسعت الاتفاقات الثنائية لاستخدام العملات المحلية في التبادل التجاري ما بين الدول والتي كان اخرها توقيع الهند وماليزيا اتفاق خلال أبريل الماضي لزيادة حجم التعامل بالروبية الهندية في التعامل التجاري بين البلدين. وهو ما حدث بين الصين والبرازيل بعد توقيع اتفاق لتسوية التجارة بين البلدين بالعملات المحلية.