استعاد الجنيه المصري بعض خسائره مقابل الدولار الأمريكي خلال تداولات ما بعد ظهيرة اليوم الأربعاء، حيث سجل الجنيه تراجعات متواصلة مقابل الدولار مع افتتاح التداولات في البنوك المصرية صباح اليوم ليتحرك سعر الدولار من مستويات 27.5 تقريبًا ليسجل الدولار أعلى مستوياته على مدار اليوم عند مستويات 32 جنيه مصري وذلك في الساعة 11 صباحًا بتوقيت جرينتش قبل ان يصل الدولار إلى مستويات 29.4 في الساعة 12:03 مساءً بتوقيت جرينتش ايضاً. خسر الجنيه المصري مقابل الدولار ما يساوي 30% من قيمته منذ بداية 2023 وذلك بعد تسجيل خسارة تجاوزت 50% خلال العام الماضي.
صندوق النقد الدولي شروط وتوصيات
جاء تحرك سعر الجنيه القوي بعد اعلان الحكومة المصرية والبنك المركزي المصري عن عدم التدخل في سوق الصرف مع التزام الحكومة المصرية بتحرير سعر الجنيه وفقًا للعرض والطلب، وذلك حسب الاتفاق الذي تم مع صندوق النقد الدولي خلال نهاية العام الماضي، والذي تم بموجبه الموافقة على قرض جديد للحكومة المصرية يبلغ 3 مليار دولار، اعلن صندوق النقد الدولي عن صرفها خلال ثلاث سنوات في دفعات متساوية تبلغ قيمة كل منها 347 مليون دولار. كان التحليلات تشير لمعاناة القاهرة من عجز تمويلي يقدر بحوالي 17 مليار دولار. وهو العجز الذي تصاعد بشدة في اعقاب الحرب الروسية الأوكرانية والتي تسببت في ارتفاع أسعار الواردات، وذلك بالتزامن مع بدء البنك الاحتياطي الفيدرالي سياسة تشديد نقدي رفع بموجبها أسعار الفائدة على مدار سبع اجتماعات متتالية خلال 2022 الامر الذي ترتب عليه خروج الكثير من الأموال الساخنة خارج السوق المصرية قدرتها التقارير بنحو 20 مليار دولار.
كانت تقارير نشرت يوم أمس، قد كشفت عن توصيات صندوق النقد الدولي للحكومة المصرية، برفع الدعم عن البنزين وإعادة توجيه هذا الدعم تجاه أسعار السولار والغذاء. في نفس الوقت توقع تقرير صندوق النقد تواصل ارتفاع التضخم حتى نهاية 2024 حيث تشير التوقعات إلى إمكانية انخفاض التضخم ليسجل 7% خلال العام المالي 2024-2024 مقارنة بنسبة تضخم حاليًا عند 21%. تأتي التوقعات في وقت يشدد البنك المركزي المصري من السياسة النقدية، وذلك بعد ان طرح بنكين حكوميين شهادات ادخار بعائد وصل إلى 25%.