تشبه حاله افلاس بورصة إف تي إكس (ftx) إلى حد كبير ما حدث اثناء الازمة المالية العالمة خلال 2008. فتركيز البنوك في الولايات المتحدة الأمريكية على القروض العقارية والافراط في منحها (رغم ظهور العديد من المؤشرات على تحول تلك القروض لرهان سيء) خاصة القروض العقارية عالية المخاطرة أدى إلى انهيار الكثير من البنوك حتى ذات التاريخ العريق مثل بنك ليمان برازر الامر الذي جر العديد من البنوك ذات الحجم الأصغر والقيمة المالية الأقل لسلسلة انهيارات قادت إلى اندلاع الأزمة المالية لعام 2008.
في حالة افلاس بورصة إف تي إكس كان الرهان السيء هو الرمز الخاص بها المعروف باسم اف تي تي (FTT) الذي انهارت قيمته إلى الصفر تقريبًا بين عشية وضحاها، الامر الذي اثار بعض مخاوف المهتمين والمستثمرين في مجال العملات الرقمية من ان يكون انهيار بورصة إف تي إكس بداية لسلسلة من الانهيارات المتتالية
كانت البداية بعدد كبير من عمليات البيع مدفوعة بمخاوف من انسحاب جماعي من بورصة التبادل. في هذا الشأن صرح الرئيس التنفيذي للشركة سام بانكمان-فريد إن " حوالي 6 مليارات دولار من صافي عمليات السحب من بورصة التبادل تمت خلال 72 ساعة" مضيفًا أن عمليات السحب متوقفة بشكل مؤقت وانه يعمل على حل المشكلة في وقت قريب. حسب الخبراء تقف الرافعة المالية -الاقتراض من بعض العملاء لإقراض عملاء اخرين- كسبب رئيسي في تضرر بورصة العملات فمع فتح حدود الرافعة المالية لتصل إلى أقصى الحدود جعلت عملية التداول تعتمد بشكل أساسي على عامل الثقة. وبالتالي، فإن اهتزاز تلك الثقة لاي سبب قد يدفع العملاء في التشكيك في قدرة البورصة على سحب أموالهم، لتكون الخوة التالية عملية سحب جماعي تؤدي للمطالبة بأموال يفوق المتاح بالفعل. قدر العجز في سيولة بورصة إف تي إكس بنحو 8 مليارات دولار.
ساهم رفض منصة بينانس الاستحواذ على شركة اف تي اكس وانقاذها في تعثر أكبر لبورصة التبادل. حيث عرضت بينانس في البداية الاستحواذ على منافستها المتعثرة بسبب أزمة السيولة التي تعاني منها، ولكن بعد فترة وجيزة قررت الانسحاب من الصفقة، حيث ارجعت السبب إلى مشكلات المنصة "خارجة عن إرادتنا أو قدرتنا على المساعدة". الامر الذي زعزع ثقة العملاء بشكل كامل من بورصة التبادل
لحقًا كشفت بورصة العملات المشفرة اف تي اكس أنه قد تم اختراقها وأن "جميع الأموال قد اختفت". حيث خسرت أكثر من 600 مليون دولار من العملات المشفرة، على الرغم من أن الشركة ذكرت لاحقًا أنه "تم استرداد بعض الأموال". الا ان بيان الشركة الذي نشر عبر تطبيق تليجرام قال إن "تطبيقاتها أصبحت عبارة عن برامج ضارة" وأن زيارة موقعها الاليكتروني قد يتسبب في اختراق أجهزة الزائرين طروادة.
اعلان الإفلاس
جاء الفصل الأخير من القصة مع اعلان بورصة العملات المشفرة اف تي اكس والشركات التابعة تقديم طلب بموجب الفصل 11 من قانون الإفلاس في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تنحي الرئيس التنفيذي سام بانكمان مع قيامه بدور محدود للمساعدة في الانتقال المنظم. حتى الآن لم تعلن بورصة إف تي إكس حول الطريقة التي تنوي بها سداد اموال لدائنين.
بعد تقديم طلب إفلاس بعد أزمة السيولة، لتبدأ بعدها سلسلة من عمليات التخلي عن الشركة المنكوبة من قبل بعض الجماعات التي دعمت بورصة تبادل العملات المشفرة من قبل، وهو ما دفعه المشكلات المالية. حيث تخلى إليورا كاتز، المساعد السابق للسناتور الجمهوري بات تومي، عن منصبه في الشركة. كما تخلى النائب السابق عن الحزب الجمهوري مايك كونواي، عن تأييده السابق للشركة، بعدما نشر رسالة بريد إلكتروني جاء فيها أنه لن يكون ممثلاً لشركة اف تي اكس بأي صفة من الآن فصاعدًا". اخيرًا حذفت جمعية أسواق الأصول الرقمية أي شيء يتعلق بهذه الأخيرة من موقعها على الإنترنت.