استقر سعر الجنيه المصري مقابل الدولار خلال تداولات اليوم الثلاثاء، حيث توالت التقارير خلال الأسبوع الجاري حول توقعات سعر الجنية مع اتباع الحكومة في القاهرة لعدد من الإجراءات التي تهدف لتحسين الوضع الاقتصادي المتأزم. والذي تفاقم في أعقاب الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية والذي رفع سعر واردات الطاقة للبلاد. بالتزامن مع ذلك ارتفع التضخم العالمي مما دفع الفيدرالي الأمريكي لرفع سعر الفائدة على نحو متتالي منذ بداية العام الجاري، الأمر الذي ترتب عليه خروج الكثير من الأموال الساخنة من مصر.
التضخم وخفض سعر الجنيه المصري
تعاني مصر من تراجع حجم العملات الأجنبية في البلاد، حيث تسارع خطوات مفاوضاتها مع صندوق النقد الدولي والذي يضع مجموعة من الاشتراطات على رأسها تحريك سعر الجنيه المصري ضمن خطوات اخرى، لسد العجز التجاري الذي تعاني منه مصر. حيث يتوقع الخبراء ان يتم خفض سعر الجنيه بنسبة 14% أخرى خلال الفترة القادمة بعد تحرك مماثل تم خلال شهر مارس الماضي. في هذا الإطار صرح رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، إن الذي يعني الحكومة المصرية هو خفض التضخم وليس سعر الجنيه المصري، الأمر الذي زاد من توقعات خفض سعر الجنيه قبل نهاية العام الجاري.
صرح رئيس الوزراء ان الحكومة تهدف لفك الاعتقاد السائد ما بين قوة العملة وقوة الاقتصاد، مؤكداً ان العملة الأضعف تكون أكثر فائدة في بعض الأحيان حيث تساعد على زيادة الصادرات بالإضافة لكونها عامل جذب للاستثمارات الأجنبية ولها عامل كبير في تنشيط قطاع السياحة. على الجانب الاخر، يمثل ضعف الجنيه تهديداً من جهة أخرى بالنسبة لنسبة التضخم، والذي ارتفع لأعلى مستوياته منذ عام 2018
إطلاق مؤشر للجنيه المصري
شهدت مصر انعقاد مؤتمر اقتصادي خلال بداية الأسبوع بمشاركة رئيس البلاد، والقائم بأعمال رئيس البنك المركزي حسن عبد الله والذي كشف عن خطط البنك المركزي لتطوير نظام صرف العملات في البلاد. حيث سيتم إطلاق مؤشر للجنيه المصري وإضافة أدوات للتحوط، وذلك للخروج من دائرة السيطرة على تراجعات الجنيه المصري حيث تهدف الالية لاستقرار العملة المصرية دون تدخل من البنك المركزي. في هذا الشأن صرح حسن عبد الله ان المؤشر المخطط له سيعتمد على تقييم سعر الجنيه مقابل عدد من العملات العالمية بالاضافة للذهب في إطار الخروج من دائرة هيمنة الدولار على سعر الجنيه المصري. كان عدد من المسؤولين قد اشاروا بأفضلية لجعل الجنيه المصري أكثر مرونة.
حول سعر الجنيه المصري، صدرت تقارير في وقت سابق هذا الشهر من بنك جولدمان ساكس أكدت ان الجنية المصري مقوم بأعلى من سعره الحقيقي والذي قدره خبراء البنك في حدود 24 جنيه مصري لكل دولار.
استقرار الجنيه المصري مقابل العملات العالمية والخليجية
أما عن تداولات الجنيه المصري مقابل العملات الرئيسية، استقر سعر الجنيه المصري مقابل الدولار عند متوسط 19.68 جنيه مصري، في اغلب البنوك المصرية. كما سجل اليورو متوسط19.47 جنيه. بينما سجل الجنيه الإسترليني نحو 22.42 جنيه مصري. في نفس الوقت، شهد سعر الجنيه المصري استقرار مقابل أغلب عملات الخليج العربي حيث سجل سعر الريال السعودي 5.24 جنيه مصري. اخيرًا سجل سعر الدرهم الاماراتي مقابل الجنيه المصري استقرار ليتداول عند 5.36 جنيه.