فاجأ البنك المركزي التركي الأسواق بعد قرار رفع الفائدة خلال اجتماع السياسة النقدية للبنك المركزي التركي اليوم الخميس. حيث قرار البنك خفض سعر الفائدة بنحو 150 نقطة أساس دفعة واحدة لتنخفض من 12 في المئة لتصل إلى 10.5 في المئة.
على الرغم من توقع اغلب الاستطلاعات اتجاه البنك المركزي التركي والذي يصر على سياسة مالية تحفيزية، حيث اشارت اغلب التوقعات بإمكانية خفض الفائدة بحوالي 100 نقطة أساس، وهو نفس القرار الذي اتخذه البنك المركزي التركي خلال اخر اجتماع شهر أغسطس وسبتمبر حيث قام البنك بخفض سعر الفائدة بنحو 100 نقطة أساس في كل اجتماع. حيث تم تثبيت سعر الفائدة منذ شهر أكتوبر من العام الماضي وحتى شهر يوليو من العام الجاري عند نسبة 14 في المئة قبل معاودة خفض أسعار الفائدة مرة أخرى منذ أغسطس وحتى اجتماع اليوم.
إصرار على خفض سعر الفائدة ودعم من الرئيس التركي
تلقى سياسة التحفيز النقدي الذي يتبعها البنك المركزي التركي التأييد والدعم من الرئيس التركي، رجي طيب أردوغان والذي يسيطر بشكل فعلى على السياسة النقدية للبنك المركزي التركي بعد ان استخدم صلاحياته الدستورية في اقالة ثلاثة من رؤساء البنك المركزي، والذين خالفوا اتجاهات اردوغان الاقتصادية. في هذا الشأن يرى الرئيس التركي ان سعر الفائدة هو اصل كل الشرور وان على الاقتصاد التركي التخلص من أسعار الفائدة حتى يستطيع الاستفادة من الأموال الأجنبية التي تستهدف الاستفادة من أسعار الفائدة المرتفعة والتي تعرف بالأموال الساخنة، وان تلك الأموال يجب ان توجه للاستثمار الحقيقي داخل أنشطة إنتاجية داخل البلاد. تخالف سياسة اردوغان الاقتصادية اغلب المتعارف عليه بين البنوك المركزية في العالم والتي تقوم برفع سعر الفائدة للقضاء على التضخم، وهو مالم ينجح فيه حتى الان الرئيس التركي حيث تعاني بلاده من نسب تضخم مرتفعة بلغت 83 في المئة وهي النسبة الأكبر التي تسجلها البلاد منذ حوالي 25 عام.
استقرار سعر صرف الليرة التركية مقابل الدولار الأمريكي
في غضون ذلك، استقر سعر دولار مقابل ليرة تركية (USD/TRY) بلا تغييرات حيث تداولت العملة التركية على تغييرات طفيفة مقابل الدولار وسط تداخل ظاهر وملموس من البنك المركزي التركي والذي يضخ مليارات الدولارات في السوق لوقف التدهور السريع لسعر الليرة. حيث إشارات بعض التقارير ان حجم التدخل النقدي للبنك تجاوز الــ 75 مليار دولار منذ بداية العام الجاري. يذكر ان بنك الاحتياطي الفيدرالي في الولايات المتحدة يقوم بتشديد السياسة النقدية عن طريق رفع سعر الفائدة مما رفع من قيمة الدولار مقابل العملات الرئيسية حول العالم وعملات الاقتصادات الناشئة كذلك. خسرت الليرة التركية حوالي 22 من قيمتها خلال العام الجاري مقارنة بخسارة نحو 14 في المئة خلال العام الماضي. حيث تصدرت الليرة أكبر العملات خسارة خلال 2022 وذلك على الرغم من تدخل البنك المركزي الذي يعمل على موازنة سعر الليرة.
على صعيد تحركات سعر الدولار مقابل الليرة تركية، استقر الزوج بالقرب من اعلى مستوياته المسجلة خلال عام 2022 والتي سجلها في بداية الشهر الحالي عند مستويات 18.66 ليرة، ليبدأ بالاستقرار بعد ذلك في نطاق تداولات محدود حول هذه المستويات حيث سجل سعر الدولار مستويات 18.55 ليرة بعد قرار الفائدة