استقرت أسعار العملات المشفرة خلال تداولات الأسبوع الماضي، في نفس نطاق التداول المسجل خلال الربع الأخير من العام الجاري، وذلك بعد الانهيار المذهل في وقت سابق من 2022، حيث ابتعد المستثمرين الهواة عن تلك العملات بالإضافة لانصراف الصناديق الاستثمارية الكبيرة ايضًا عنها.
تحول المخاوف من تراجع العملات المشفرة إلى فقدان الثقة
تتداول البيتكوين وهي العملة المشفرة الأكثر شهرة عالميًا، حول مستويات 20000 دولار الآن منذ قرابه الشهرين، متراجعة من اعلى مستوياتها المسجلة خلال العام الماضي عند حدود 67.000 دولار. بالتزامن مع ذلك فشلت ثاني أشهر عملة مشفرة إيثر، ثاني أكبر شركة في تسجيل أي تقدم ملحوظ على ارغم الانتعاش على فترات طفيفة.
مع بدء عملية التشديد النقدي من قبل البنوك المركزية حول العالم وبدء سحب السيولة النقدية التي تم اطلقها بشكل كثيف مع حلول الجائحة، اطلق المحللون لفظ "شتاء التشفير" على تراجعات العملات المشفرة وهو امر طبيعي معروف بالنسبة لأصول معروف عنها التقلبات الشديدة. الا ان المختلف هذه المرة السياسة النقدية غير التقليدية التي تتبعها البنوك المركزية حول العالم، خاصة البنك الاحتياطي الفيدرالي. على الرغم من ان العملات المشفرة لم تتراجع وحدها حيث انخفضت اغلب الأصول المالية مثل أسواق الأسهم حول العالم على سبيل انخفض مؤشر ناسداك في وول ستريت بنسبة 30 في المائة منذ العام الماضي، كما تراجع الذهب الذي سجل ادنى مستوياته منذ عدة سنوات مقابل ارتفاع الدولار.
الان ان الاختلاف بالنسبة للعملات المشفرة ان التراجعات لم تصبح مجرد تقلبات متكررة، فمع خسارة البيتكوين نحو 70 في المئة من قيمتها اهتزت الثقة في مجال العملات المشفرة بشكل كبير. حيث تم خفض آلاف الوظائف في قطاع تعدين العملات المشفرة مع توالي التحذيرات من شركات التعدين الأمريكية قد تفقد سيولتها النقدية بنهاية العام الجاري مما قد يضطرها إلى تقديم طلب للإفلاس. كذلك خسارة بورصات التبادل العاملة في هذا المجال مثل كوين بيز الكثير من الوظائف. مع تقلص القيمة السوقية لهذه الصناعة من 3.2 تريليون دولار إلى أقل من تريليون دولار.
على صعيد التداولات، سجلت العملات المشفرة تباين خلال تداولات اليوم المبكرة، مع تراجع البيتكوين بنسبة 0.05% لتسجل مستويات 20,809.00 دولار أمريكي. بينما ارتفعت إيثر بنفس النسبة لتسجل 1,620.83 دولار.