تراجع الجنية الإسترليني خلال تداولات الأسبوع الماضي، بعد اعلان رئيسة الوزراء البريطانية ليز ترُس عن استقالتها بعد اقل من شهرين من توليها المنصب، بعد حوالي أسبوع من اعلان وزير المالية السابق كواسي كوارتنج استقالته. كانت ترُس قد اجُبرت على الاستقالة بعد الانتقادات الشديدة لخطة وزارتها المالية لقائمة على خطط خفض ضريبي بقيمة 60 مليار جنيه إسترليني، التي أدت لاضطراب الأسواق وتراجع العملة البريطانية بشكل قوي مقابل الدولار، وارتفع عائدات السندات البريطانية لأعلى مستوياتها في عدة سنوات. الامر الذي أدى لتدخل بنك إنجلترا بخطط عاجلة وان كانت مؤقتة. حيث تم تقديم شراء السندات، الذي انتهى في 14 أكتوبر، من قبل بنك إنجلترا المركزي.
في هذا الشأن، وصفت كاترين مان، عضو بنك إنجلترا، أن عملية شراء السندات الأخيرة التي قام بها بنك انجلترا بالــ مؤقتة وتستهدف تهدئة الأسواق المالية في أعقاب الخطة المالية للحكومة المثيرة للجدل التي قدمت في أواخر سبتمبر. حيث قالت مان: "نهج الاستقرار المالي، متطلبات الاستقرار المالي التي اتبعها البنك مستهدفة ومؤقتة للغاية". في غضون ذلك ذكرت تقارير من صحيفة التلغراف انه يمكن لوزير المالية البريطاني، جيريمي هانت، والمعين بعد استقالة كوارتنج الإعلان عن زيادة ضريبية قدرها 20 مليار جنيه إسترليني في الميزانية المنتظر الإعلان عن تفاصيلها في 31 أكتوبر. إلى جانب الزيادة الضريبية، يقال إن هانت يسعى إلى إصلاح القواعد المتعلقة بأرباح رأس المال.
انحصار سبق رئاسة الحكومة البريطانية بين بوريس جونسون وريشي سوناك
على الجانب السياسي، تمر المملكة المتحدة بفترة من عدم الاستقرار السياسي وسط توالي عدد من الاستقالات بين رؤساء حزب المحافظين. حيث سبق وان استقال لأسباب مختلفة، كل من ديفيد كاميرون وتريزا ماي وبوريس جونسون، اخيرًا ليز ترُس. في الوقت الحالي ذكر تقرير من صحيفة صنداي تايمز إن بوريس جونسون وريشي سوناك، وهما المرشحان الوحيدان اللذان يتوقع حصولهما على أكثر من 100 صوت من أعضاء البرلمان والدخول في سباق رئاسة الوزراء حيث قال أنصار رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون والمستشار السابق ريشي سوناك إن الاثنين حصلا على دعم كاف ليحل محل ليز تروس رئيسة وزراء بريطانيا وزعيمة حزب المحافظين الحاكم. كما أظهرت حصيلة بي بي سي أن أكثر من 100 عضو في البرلمان تعهدوا بالفعل علانية بدعمهم لمستشار المالية السابق سوناك، حيث زعم حلفاء جونسون أن الزعيم السابق لديه أيضًا الدعم اللازم ليصبح المنافس الآخر للمنصب. لكي يدخل الاثنان السباق، يتعين على 100 مشرع محافظ أن يدعموا ترشحهم للانتخابات، على الرغم من أن أيا منهم لم يؤكد رسميا أنهما خاضعا الانتخابات.
تراجع الجنيه الإسترليني مقابل العملات الرئيسية
على صعيد تداولات الجنيه الإسترليني، تراجع أداء العملة البريطانية خلال الأسبوع الماضي مقابل العملات الرئيسية، باستثناء الدولار حيث ارتفع الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي إلى مستويات 1.1294. بينما تراجع مقابل اليورو إلى مستويات 0.8727، كذلك تراجع مقابل الين الياباني ليغلق التداولات الأسبوعية عند مستويات 166.788.