سجلت الليرة التركية اقل مستوياتها على الاطلاق خلال تداولات الأسبوع الماضي، وسط مخاوف المستثمرين من عدم اليقين الاقتصادي داخل البلاد. كانت الليرة التركية قد ترادعت خلال نهاية الشهر الماضي، وذلك بعد قرار المركزي التركي بخفض سعر الفائدة من 19% لــــ 18% وهو ما اعتبره الكثير من المحليين خضوع من جانب إدارة البنك لإرادة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان والذي يطلق على سعر الفائدة ام واب كل الشرور.
ارجعت عدد من التقارير خلال الأسبوع الماضي، انهيار الليرة التركية لأسباب سياسية واقتصادية متعددة. حيث فقدت الليرة التركية اضعاف من قيمتها منذ عام 2013 حينما سجل الدولار مستويات 1.73 مقابل الليرة التركية وهو تقريبًا اعلى مستويات الليرة التركية على الاطلاق. منذ ذلك الحين تراكمت الأسباب السياسية الداخلية الخارجية بالإضافة الى اضطرابات اقتصادية ذادت من الضغط على قيمة الليرة.
كانت البداية منذ عام 2013 بسبب خلافات سياسية في الداخل التركي فيما عرف بأحداث حديثة تقسيم زادت من عملية القمع السياسي لحكومة العدالة والتنمية وهو الامر الذي ذاد بقوة بعد محاولة الانقلاب الفاشلة خلال عام 2016. حيث استغل الرئيس التركي تلك الاحداث في تصفية سياسية لخصومه السياسيين والزج بعدد ضخم من معارضيه في السجون مما افقد المستثمرين الثقة في إدارة النظام التركي. توالت كذلك العقوبات الخارجية على الحكومة التركية مثل العقوبات الروسية التي أعقبت اسقاط تركية لطائرة حربية روسية على الحدود من روسيا مما افقد البلاد نحو 12 مليار دولار من الصادرات مع روسيا. كذلك الخلفات السياسية مع اكبر اقتصاد في العالم بسبب احد المواطنين المحتجزين لدى تركيا والتي تتهمه الحكومة التركية بالمشاركة في الانقلاب بالإضافة الى الخلافات حول صفقة الصواريخ الروسية اس-400 والتي أدت الى المزيد من العقوبات الامريكية على البلاد.
اخيرًا تأتي الأسباب الاقتصادية خاصة فيما يتعلق بسياسة الرئيس التركي تجاه البنك المركزي حيث يضغط لخفض الفائدة على عكس ما ينصح به خبراء الاقتصاد ورؤساء المركزي التركي الذي اقال منهم الرئيس التركي ثلاث رؤساء لرفعهم من قيمة الفائدة. وهو ما رفع من تزعزع ثقة المستثمرين في الاقتصاد التركي.
الليرة تسجل ادنى مستوياته على الاطلاق
على صعيد التداولات، سجلت الليرة التركية ادنى مستوياتها على الاطلاق مقابل الدولار الأمريكي خلال نهاية تداولات الأسبوع الماضي، حيث سجل الدولار مستويات 8.95050 ليرة قبيل اغلاق الأسواق. ومن المتوقع ان يكسر الدولار حاجز 9 ليرات قبل نهيت العام الجاري.