تراجع الغاز الطبيعي إلى أدنى مستوياتها في شهر خلال التداولات الأوروبية يوم الخميس، وسط تعليقات من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. حيث أمر الرئيس الروسي شركة غازبروم بزيادة إمداداتها من الغاز في منشآتها في أوروبا، وبالتحديد في ألمانيا والنمسا. كما طلب بوتين من الشركة القيام بذلك بعد أن تنتهي من ملء الإمدادات الروسية. وأضاف أن غازبروم ستفي بالتزاماتها التعاقدية بشكل إيقاعي و "ستخلق بالتأكيد وضعاً أكثر ملاءمة في سوق الطاقة الأوروبية ككل". سبق وأن علقت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال حديثها مع قادة الاتحاد الأوروبي، والتي تضمنت تصريحات بأن روسيا التزمت بزيادة مخزونات الغاز الطبيعي في المانيا.
في نفس الاطار أكد أليكسي ميلر، الرئيس التنفيذي لشركة غازبروم، لاحقًا أن الشركة ستفي بالطلب. تأتي تصريحات المدير التنفيذي رغم تقارير إخبارية أظهرت أن شركة غازبروم الروسية خفضت منشآتها لتخزين الغاز في الغرب الأوروبي لتصل مستويات حرجة بشكل غير متعارف عليه خاصة قبل حلول فصل الشتاء. حيث اكد المحللين ان الشكوك الغربية بأن روسيا قد فاقمت نقص الإمدادات مما رفع الأسعار إلى مستوى قياسي. وارجع المحللين هذا السلوك الروسي لرغبتها في الضغط على الاتحاد الأوربي لحسم الخلاف مع الولايات المتحدة الامريكية بشأن سرعة انهاء خط أنابيب نورد ستريم 2 والذي سيتجاوز أوكرانيا ليمر مباشرة عبر بحر البلطيق. إلى ألمانيا. في هذا الشأن قال مشغل نورد ستريم 2 الأسبوع الماضي أن خط الأنابيب قد امتلأ بالغاز استعدادًا لبدء التشغيل. يذكر ان الاتحاد الأوروبي يستورد ما يقارب من نصف واردات الغاز الخاص به من روسيا.
تأتي تصريحات الرئيس الروسي في ظل تواصل الازمة الأوروبية، حيث قال مفوض السوق الداخلية بالمفوضية الأوروبية تييري بريتون يوم الثلاثاء إنه من الصواب لفرنسا أن تنظر في فصل الاتحاد الأوروبي عن أسعار الغاز والكهرباء. وفي حديث تلفزيوني علق المفوض بالمثل على اقتراح إسبانيا بشأن سياسة شراء الغاز المشتركة من قبل الاتحاد الأوروبي، قائلاً إنه غير متأكد مما إذا كانت ستكون فعالة. كما وصف بريتون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بأنه "كارثة" للمملكة المتحدة.
على صعيد التداولات، تراجع سعر الغاز الطبيعي بنسبة (-1.57%) في المئة، لتستقر عند سعر 6.202 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية