سجلت تداولات النفط تراجعات خلال تداولات يوم الخميس، حيث ارجع المحللين هذه التراجعات الى ثلاثة أسباب رئيسية تتمثل في بعض عمليات التصحيح المتوقعة على أسعار النفط بعد سلسلة قوية من الارتفاعات خلال الاسبوعيين الماضيين.
حيث ارتفع خام برنت لمدة ثمانية أيام متتالية، في أطول سلسلة مكاسب مستمرة منذ يناير 2019. وصعد خام غرب تكساس الوسيط للجلسة السابعة على التوالي، وهو أطول ارتفاع له منذ فبراير 2019. لتتجاوز أسعار النفط حاجز 60 دولارًا للبرميل وتراجع مخزونات الخام، حيث ارتفعت أسعار النفط عائدًا إلى مستويات ما قبل كوفيد.
كما تمثلت الأسباب الاخرى في مخاوف انتشار فيروس كورونا عاودت الظهور، بعدما ظلت في طي التجاهل لعدد كبير من الجلسات. في هذا الإطار مددت الحكومة الألمانية يوم أمس إجراءات الإغلاق الحالية حتى 7 مارس. حيث أشارت ميركل إلى أنه لن يتم رفع القيود إلا عندما يصبح هناك ما يبرر ذلك مؤكدة أن الإغلاق لن يستمر لفترة أطول مما هو ضروري. واختتمت قائلة "مسألة وقت فقط قبل أن تكتسب طفرات (فيروس كورونا) اليد العليا، وهذا يمكن أن يدمر كل التقدم الذي أحرزناه".
مخاوف زيادة الإنتاج والخلاف بين السعودية وروسيا
تمثل السبب الأكبر في زيادة الإنتاج على عكس ما هو متوقع من اتفاق أوبك بلس. حيث شجعت الأسعار الحالية بعض أعضاء أوبك + الآخرين إلى زيادة الإنتاج املاً في تحقيق اقصى استفادة من الارتفاعات. كانت روسيا، من بين أكبر ثلاث دول منتجة للنفط في العالم، تدعو أوبك + إلى زيادة الإنتاج تحت ضغط من منتجيها، الذين يتطلعون للاستفادة من ارتفاع الأسعار، وهو مار فضته المملكة العربية السعودية. يذكر ان روسيا قد سُمح لها بإنتاج 65 ألف برميل يوميًا إضافية في فبراير ومارس حتى مع إخبار الآخرين.
في غضون ذلك، إشارات تقارير أخرى الى ان التزام المملكة العربية السعودية في خفض حجم الإنتاج لم يكن بالقوة المتوقعة. حيث تسعى معظم الدول للاستفادة من ارتفاع سعر النفط لتلبيه احتياجات ميزانيتها، التي تضررت بشدة جراء انتشار فيروس كورونا العام الماضي.
على صعيد التداولات، تراجع خام برنت بنسبة 0.25% ليتداول عند 60.95 دولار للبرميل بحلول الساعة 12:52 بتوقيت جرينتش وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط (الخام الأميركي) إلى 58.19 دولار في نفس الوقت.