ارتفعت أسعار النفط في تجارة حذرة وسط ارتفاع حالة التفاؤل بقرب التوصل الي لقاح لعلاج كوفيد- 19 حيث يجري حاليًا تطوير أكثر من 200 لقاح مرشح علاج الفيروس التاجي، دخل عدد منها في مرحلة التجارب السريرية على متطوعين من البشر.
الامر الذي ساهم في تحسين ثقة المستثمرين ودفعهم الي تجاهل الزيادة المفاجئة في احتياطيات النفط الخام الأمريكي. وذلك بعدما أظهرت البيانات الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة (EIA) يوم الأربعاء أن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة ارتفعت بمقدار 4.9 مليون برميل الأسبوع الماضي كما أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة أن النفط المخزن في منشأة كوشينغ، أوكلاهوما، ارتفع هو الأخر ليصل لـ 1.37 مليون برميل الأسبوع الماضي.
وعلي جانب أخر، ساهمت الارتفاعات في اسعار الخام في بث الثقة في عدد من الدول التي يعتمد اقتصادها على عائدات تصدير النفط الخام خاصة دول الخليج العربي والتي تلقت عدد من الضربات الاقتصادية المؤثرة ابتداء من حرب أسعار النفط التي شنتها المملكة العربية السعودية على روسيا خلال شهر مارس/ اذار الماضي، الامر الذي تبعه اغلاق اقتصادي عالمي بسبب جائحة فيروس كورونا- كوفيد 19، مما دفع اسعار النفط الي تراجع غير مسبوق تقلصت على اثارها عائداتها النفطية وتسبب في الضغط بشكل كبير على صناديق الثروة السيادية. حيث قال صندوق النقد الدولي إنه من المتوقع أن ينخفض إجمالي دخل النفط لدول لخليج المصدرة للنفط بمقدار 270 مليار دولار خلال 2020 مقارنة بعام 2019.
بدء تأثير سعر النفط على الاقتصاد السعودي الغير منتظم واضحا بعدما اتجهت سياسة الدولة الي اتخاذ اجراءات غير مسبوقة، حيث اضطرت الدولة التي تعد أكبر الدول المصدرة للنفط في العالم، لطرح خصخصة الأصول المملوكة للدولة في قطاعات الرعاية الصحية والتعليم ومرافق المياه من أجل جمع المزيد من الأموال لتقيص العجز في الموازنة على مدى السنوات الخمس المقبلة. وهو امر غير مألوف وان كان يمكن توقعه بعدما اتجهت الدولة لاتباع سياسة اقتصادية تضمنت طرح نسبة من عملاق النفط السعودي (ارامكو) في سوق الاسهم بالاضافة الي اقرار ضريبة القيمة المضافة بشكل متكرر وتقليل المخصصات لعدد من البرامج والمشاريع الكبرى هذا العام. ضمن تدابير التقشف المؤلمة لإنقاذ المالية السعودية .
ومع موجه التفاؤل الحالية حول لقاحات علاج كوفيد-19 يتوقع الخبراء الماليين تحسن نسبي في الطلب على النفط الامر الذي سوف ينعكس على الاقتصاد الخليجي بشكل عام