شهد عام 2020 تحول كبير في اسعار الذهب والفضة والمعادن الثمينة بشكل عام وعلى النقيض خسائر كبرى في القيمة السوقية لاسواق الاسهم العربية خاصة في الخليج حيث قفزت اسعار المعادن الثمينة لتسجل مستويات قياسية خاصة بعدما أثار الفيروس انهيارًا في الاقتصاد العالمي بعد سلسلة من الاغلاقات الاقتصادية حول العالم.
رفع الفيروس التاجي الطلب على المعدن النفيس خلال الربع الثاني والثالث من 2020 خاصة مع عودة المخاوف من موجه ثانية من انتشار الفيروس التاجي حيث أظهرت البيانات أن العدد الإجمالي للحالات المؤكدة لـكوفيد-19 زاد عن 16 مليون يوم السبت.
سجل الذهب مكاسبه الأسبوعية السابعة يوم الجمعة، ولا يتوقع المحللون أن تنتهي الزيادات في أي وقت قريب حيث يبحث المستثمرون عن ملاذات آمنة لن تفقد قيمتها. في ختام التعاملات في نيويورك يوم الجمعة، ارتفع السبائك إلى 1.900 دولار للأوقية، وهو أعلى بنحو 30٪ من أدنى سعر له في مارس و 1٪ فقط من أعلى مستوى قياسي في عام 2011.
وارجع المحللين الارتفاعات القياسية للذهب لعدة اسباب على راسها خوف المستثمرين من عودة عمليات الإغلاق الحكومية؛ وإقرار حزم التحفيز بشكل كبير خاصة في اوروبا والولايات المتحدة؛ عودة البنوك المركزية الكبرى لسياسة التسهيل الكمي بطباعة النقود بشكل أسرع حتى من أزمة 2008؛ وتراجع عائدات السندات الي المنطقة السلبية . واخيرا أسعار الفائدة التي تحوم حول الصفر.
على جانب اخر فإن الذهب يعتبر وسيلة جذابة للحفاظ على قيمة المدخرات وسط مخاوف من ارتفاع الركود التضخمي وهو مزيج من النمو البطيء المدفوع بخطط التحفيز القوية التى اقتها الحكومات وسياسية البنوك المركزية بطباعة النقود والتضخم المرتفع الذي يؤدي إلى تآكل قيمة استثمارات الدخل .
في عالمنا العربي سعى كبار المستثمرون إلى الذهب لتغطية الخسائر على الأصول ذات المخاطر العالية. وذلك بعدما راى بعض كبار المستثمرين علامات تحذيرية في الأسواق، لذا فقد اتخذوا من الذهب ملاذ امن مثل الملياردير المصري نجيب ساويرس الذي قال فى مقابلة فى بلومبرج انه وضع جزء كبير من ثروته في الذهب. معبرً عن اعتقاده أن أسعار الذهب سوف ترتفع أكثر مستشهداً بتقارير المحللين التي توقعت ارتفاع كبير للذهب منذ عدة أشهر. (في أبريل، رفع بنك أوف أمريكا سعر الذهب المستهدف لـ 18 شهرًا إلى 3000 دولار للأوقية.) ويرى سويرس أن أسواق الأسهم “المقيمة بأكثر من قيمتها الحقيقية” قد تشهد هبوط حقيقي .وهو ما تحقق بالفعل مع تسجيل انخفاض حاد في أسواق الأسهم في الشرق الأوسط، بسبب المخاوف اضطرابات اقتصادية كبيرة بلغت نحو 293 مليار دولار من القيمة السوقية منذ بداية 2020وحتى بداية الشهر الحالي .
السوق السعودي سجل خسائر في القيمة السوقية بلغت 214 مليار دولار ليصل اجمالي القيمة السوقية الي نحو 2.22 تريليون دولار، اما السوق الكويتي فقد سجل خسائر في القيمة السوقية بلغت 23 ملياردولار ليصل اجمالي القيمة السوقية البالغة 104 مليار دولار، كذلك سجل سوق دبي خسارة في القيمة السوقية تبلغ 22 مليار دولار ليصل الاجمالي الي 73 مليار دولار، في قطر تراجعت القيمة السوقية لسوق الاسهم الي 117 مليار دولار بخسارة تقدر بـ 17 مليار دولار، اخيرا سجل سوق ابو ظبي خسارة في القيمة السوقية بلغت 10 مليار دولار.