انتعشت أسواق النفط بالأمس بعد يومين متتاليين من الخسائر، مع انتعاش الطلب على النفط الخام، وعلى الرغم من المخاوف من موجة ثانية من فيروس كورونا.
تقدمت العقود الآجلة لخام WTI بنسبة 4.86%، لتغلق الجلسة عند المستوى 39.70. بالمقابل، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 3.24% خلال جلسة الإثنين، لتغلق عند المستوى 41.71.
عامل آخر أثر على أسعار النفط هو حقيقة أن إنتاج النفط العالمي آخذ في الانخفاض. وانخفض انتاج النفط من أوبك بمقدار 1.25 مليون برميل يوميا في يونيو وفقا للبيانات التي قدمتها رويترز. وهذا يعني أن التحالف سيحتاج إلى خفض إنتاجه بمقدار 1.55 مليون برميل يومياً من أجل الامتثال لاتفاق خفض الإمدادات.
يستمر تفشي فيروس كورونا بالتقدم حول العالم. في الوقت الحالي، هناك 10,412,433 إصابة مؤكدة والوفيات عند 508,228. وتتصدر الولايات المتحدة عدد الإصابات، حيث تأكد إصابة 2681.811 شخصاً ووفاة
128783.
كما ارتفعت أسواق الأسهم الأمريكية يوم أمس. ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 2.32%، ليغلق الجلسة عند 25,595.80. بالمقابل، تقدم مؤشر ناسداك 100 بنسبة 1.14% ليغلق عند 9691.16، في حين ارتفع مؤشر S&P500 بنسبة 1.47%، لينهي جلسة الإثنين عند المستوى 3053.24.
من وجهة نظر اقتصادية، تستمر الأسواق بالحصول على إشارات مختلطة حول حالة الاقتصاد العالمي. من ناحية، تستمر بالحصول على بيانات حول زيادة الإنتاج الصناعي في أجزاء معينة من العالم، ويرجع ذلك أساساً إلى إعادة فتح الاقتصادات. ارتفع نشاط المصانع في الصين في يونيو، حيث ارتفع مؤشر مدير المشتريات التصنيعي إلى 50.6، مما يشير إلى توسع في هذا القطاع. ومع ذلك، واصلت أوامر التصدير الانكماش، وإن كان بوتيرة أبطأ، حيث بلغت 42.6 في يونيو بعد أن كانت عند 35.3.
وقد علق المحللون في نومورا: "على الرغم من الانتعاش القوي بين شهر مارس ومنتصف يونيو، نعتقد أن الانتعاش الاقتصادي الكامل لا يزال بعيداً. من وجهة نظرنا، من السابق لأوانه أن تغير بكين موقفها المتساهل"،.
من ناحية أخرى، علمت الأسواق أيضاً أن اقتصاد المملكة المتحدة اختبر أكبر انكماش له منذ 40 عاماً. وفقاً للبيانات الصادرة عن مكتب الإحصاءات الوطنية، انكمش الاقتصاد البريطاني بنسبة 2.2% في الربع الأول من عام 2020.
في الولايات المتحدة، من المقرر أن يقوم رئيس بنك الاحتياطي الفدرالي جيروم باول ووزير الخزانة ستيفن منوشن بالإدلاء بشهادتهما أمام لجنة الخدمات المالية بمجلس النواب الأمريكي. ويتوقع أن يستفسر المشرعون عما إذا تم توزيع حزمة التحفيز التي تبلغ قيمتها 3 تريليون دولار بشكل صحيح. ووفقاً للشهادة المعدة التي صدرت أمس، سيعلق باول أنه على الرغم من الانتعاش الذي بدأ في وقت أقرب من المتوقع، فإن مستويات الإنتاج والبطالة تتخلف كثيراً عن مستويات ما قبل الأزمة. وأضاف أنه لن يكون هناك انتعاش كامل حتى تتعافى ثقة المستهلك.
وقال باول "إن الطريق إلى الأمام سيعتمد أيضا على الإجراءات السياسية المتخذة على جميع مستويات الحكومة لتقديم الإغاثة ودعم الانتعاش طالما دعت الحاجة".
تستمر التوترات الجيوسياسية في التصاعد، حيث قرر البرلمان الصيني تمرير تشريع الأمن القومي فيما يتعلق بهونغ كونغ. من المتوقع الآن أن تنشئ الصين مكتباً للأمن القومي في هونغ كونغ بالإضافة إلى لجنة للأمن القومي، والتي ستمكن الحكومة الصينية من تطبيق القوانين التي تتظاهر بفرضها، مثل تجريم أي عمل انفصالي أو تخريبي ضد الحكومة الصينية .