ارتفعت أسعار النفط بشكل متواضع يوم الخميس بعد انخفاضها بنسبة 2% يوم الأربعاء، قاطعة فترة مكاسب امتدت على خمسة أيام. ارتفعت العقود الآجلة لخام WTI الأمريكي بنسبة 0.21% حتى الساعة 1:40 مساءً بتوقيت هونج كونج إلى 24.04 دولار للبرميل، في حين ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.20% إلى 29.78 دولار للبرميل. شهد يوم الأربعاء يوماً متقلباً بشكل خاص لأسعار خام WTI، مع مكاسب تزيد عن 6% خلال اليوم، ولكن سعر الإغلاق انخفض بأكثر من 8% خلال اليوم. في الأسبوع الماضي، قفزت أسعار خام WTI بأكثر من 50% وسط تفاؤل المتداولين بأن تخفيف القيود على الحركة في جميع أنحاء العالم سيزيد الطلب على الوقود. مع ذلك، فإن عمليات البيع يوم الأربعاء قد تكون علامة على أن المتداولين يحاولون الحصول على هذه المكاسب.
كشفت البيانات الصادرة يوم أمس عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن المخزونات ارتفعت بمقدار 4.6 مليون برميل الأسبوع الماضي، أي أقل من الارتفاع البالغ 8.67 مليون برميل الذي توقعه محللو رويترز، وارتفاع 7.76 مليون برميل التي توقعها محللو Refinitiv. ووفقاً Bjornar Tonghaugen، رئيس أسواق النفط في شركة Rystad Energy: "تشير المؤشرات إلى أنه لمدة أسبوع آخر، يستمر التخزين بالامتلاء، على الرغم من عمليات الإغلاق وخفض الإنتاج". وأشار إلى أنه على الرغم من أن الطلب قد يتزايد تدريجياً، إلا أنه لا يكفي لموازنة العرض الحالي الذي يجب استخدامه من أجل تخفيف الفائض.
يتساءل المحللون الآن عما إذا كان إعادة فتح الاقتصاد سيعزز الطلب بقدر ما كان يُأمل في الأصل. مع توقع أن يصبح حوالي 50 مليون شخص في العالم عاطلين عن العمل بحلول نهاية الربع الثاني، يمكن توقع تراجع الطلب على الوقود بشكل كبير فقط بسبب انخفاض التنقل، كما أن الأسئلة حول استئناف السفر الجوي تعطي كذلك الكثير من الأمور المجهولة. على الرغم من أن السفر الدولي لا يمكن أن يبقى مغلقا بشكل دائم، يتوقع المحللون أن صناعة السفر قد تستغرق عامين لتستعيد عافيتها - وهذا بدون الموجة الثانية من الإصابات التي يتوقعها مسؤولو الصحة.
وفقاً لتقرير صادر عن هيئة الإذاعة البريطانية، سيكون من المستحيل على شركات الطيران الحفاظ على المقاعد المتوسطة فارغة على المدى الطويل، لأنها لن تحقق أي أرباح إذا لم يتم استخدام ثلث المقاعد. كما أشار مايكل أوليري، الرئيس التنفيذي لشركة Ryanair، إلى أن المقاعد الفارغة لا تضمن تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي بشكل صحيح، ويوافق اتحاد النقل الجوي الدولي (IATA) على هذا التقييم. على هذا النحو، يبقى السؤال عن متى وكيف سيستأنف السفر الجوي بشكل جدي مفتوحاً، مما يثير التساؤل حول متى سيصل الطلب على النفط إلى مستوياته السابقة.