الدولار الامريكى ... الملك . زاد الاقبال بقوة على شراء الدولار الامريكى خلال تعاملات الاسبوع الماضى خاصة بعد الاجراءات المتتالية والتى قام بها بنك الاحتياطى الفيدرالى الامريكى بالتزامن مع قرارات الحكومة الامريكية. لمواجهة الآثار السلبية لبدء تفشى فيروس كورونا فى الاراضى الامريكية مما أرغم بعض الولايات على أعلان الاغلاق لمنع مزيد من الاصابات بهذا الوباء. الفائدة الامريكية عند مستوى الصفر وكثف البنك من خطط التيسير الكمى وهو ما دفع المستثمرين للاقبال على العملة الامريكية كملآذ أمن. جهود البنك كانت بادرة الانطلاق لباقى البنوك المركزية العالمية للعمل على تخفيف السياسة وخفض قياسى لمعدلات الفائدة العالمية لمواجهة الصدمة الاقتصادية من فيروس كوفيد 19 . والتى تمهد للازمة المالية العالمية الطاحنة قد تفوق الركود العالمى الاخير خلال 2008-2009. تراجعت أسعار النفط الخام إلى ما يقرب من 20 دولارًا للبرميل الأسبوع الماضي، وهو أدنى مستوى في 18 عامًا.
قوة الدولار الامريكى دفعت سعر زوج الاسترلينى دولار GBP/USD الى الادنى له منذ عام 1985 . ومخاوف المستثمرين والذعر العالمى دفع أسواق الاسهم الامريكية الى التخلى عن وصفها بأقوى سوق مالى بالانهيار الى الادنى لها منذ عام 1987. التوقعات الاقتصادية قاتمة لمستقبل أكبر أقتصاد فى العالم فى حال تعرض لمثل مسار الوباء فى الصين أو تخطاها.
ومن المؤكد أن أستجابة الحكومات والبنوك المركزية تطورت سريعا حيث أصبح حجم التحدي أكثر وضوحا. فقد تم الإعلان عن تخفيضات أسعار الفائدة وزيادة مشتريات الأصول على نطاق واسع ، وفى المقابل لم تختار البلدان ذات معدلات الفائدة السلبية مثل سويسرا واليابان تخفيضها بشكل أعمق. وكان التحرك صوب فائدة الصفر بقيادة كلا من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا وكندا والنرويج. والى جانب ذلك تم العمل على زيادة السيولة فى الاسواق بعد الخسائر الفادحة جراء أنتشار فيروس كورونا COVID-19.
يتم إغلاق جزء كبير من الاقتصاد الامريكى. وشمل ذلك تعليق السفر الجوي والبري ، وأغلاق الفنادق ، والمطاعم والحانات ، والكازينوهات ، والأحداث الرياضية ، والفنون المسرحية ، وكلها تمثل حوالي 14 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة. وإنتاج السيارات يقترب من طريق مسدود في الولايات المتحدة وأوروبا. وهو يمثل حوالي 3.5٪ من الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة. وقد تكون المستشفيات والصناعات الطبية أحد القطاعات الوحيدة التي تنمو ، والرعاية الصحية تمثل حوالي 18٪ من الاقتصاد الأمريكي.
فى العرض التالى سنلقى الضوء على أهم البيانات والاحداث التى تهم متداولى الفوركس خلال هذا الاسبوع:
من الولايات المتحدة الامريكية – الدولار الامريكى-:
زاد الاقبال الشديد على شراء الدولار الامريكى فى ظل دور الدولار في التدفق الدولي لرأس المال والسلع والخدمات. فغالبًا ما يتم اقتراض العملة الأمريكية في المعاملات المالية لشراء أصول أخرى. وخاصة عندما يتم بيع الأصول ، مثل الأسهم والسندات أو حتى الذهب ، فيجب سداد الدولارات. وهو مبلغ ثابت من الدولارات يجب سداده بغض النظر عن كيفية تأثيره على سعر تلك الأصول ، بما في ذلك سعر صرف العملات الأجنبية. ويتم تمويل العديد من سلاسل التوريد بالدولار ، ومع تباطؤ التجارة ، سيتم إرجاع تلك الدولارات ، ولا بد فى الاخذ بالاعتبار بأنه هناك ما بين 12 تريليون دولار و 14 تريليون دولار في الالتزامات المقومة بالدولار.
المفكرة الاقتصادية لهذا الاسبوع لا تحتوى على الكثير من البيانات الاقتصادية الامريكية وكان الابرز منها فقط الاعلان عن طلبيات السلع المعمرة والتى قد تشهد أنخفاضا حادا مع بدء تقليل الانفاق مع تفشى وباء كورونا القاتل. ويوم الخميس سيتم الاعلان عن معدل نمو الناتج المحلى الاجمالى الامريكى وسط توقعات بثبات النمو حول 2.1% بدون تغيير وأن كانت التوقعات قاتمة للارقام القادمة. وفى نفس اليوم سيتم الاعلان عن مطالبات العاطلين عن العمل وسيعود تركيز الاسواق على هذا البيان من جديد فوباء كورونا قد يفقد الملايين من الامريكيين وظائفهم ويتوقع أن ترتفع الى 750 الف مطالبة فى الاسبوع الماضى ومن التوقعات من تشير الى أمكانية زيادة مطالبات العاطلين عن الامريكية الى تخطى حاجز المليون مطالبة.
من منطقة اليورو – اليورو:
الى جانب التركيز على أرقام الاصابة والوفيات لتفشى وباء كورونا فى دول الكتلة بقيادة أيطالية الابرز بعد الصين فى أعداد الوفيات. سيتم التركيز على الاعلان عن قراءات مؤشر مديرى المشتريات لقطاعى الصناعة والخدمات لاقتصادات منطقة اليورو والتى قد تنهار بقوة وتزيد من التباطؤ وذلك وسط الاغلاق الذى فرضه وباء كورونا على تلك الاقتصادات لمنع تفشى وباء كورونا ولا نستبعد تراجع مؤشر مديرى المشتريات دون قراءة 40 نقطة مما يزيد من أنكماش هذة القطاعات الهامة. ويوم الاربعاء سيتم الاهتمام بالاعلان عن قراءة مؤشر IFO لمناخ الاعمال الالمانى وسط توقعات بقراءة أقل من السابق فى ظل مخاوف فيروس كورونا. وقد أنخفضت العملة الاوروبية الموحدة بنحو 3.75٪ الأسبوع الماضي بعد انخفاض بنسبة 1.6٪ تقريبًا في الأسبوع السابق. وتم تداول اليورو في نطاق (~ 1.0635 دولارًا - 1.1235 دولارًا) الاسبوع الماضى. وكانت المرة الأخيرة التي تحرك فيها الزوج فى مثل هذا النطاق في شهر يناير 2018.
من بريطانيا – الجنيه الاسترلينى:
لايزال الباوند مستقرا بالقرب من أدنى مستوياته منذ عام 1985 مقابل الدولار الامريكى حيث تهاوى الى سعر 1.1409 الادنى له منذ 35 عاما. فمع الاقبال الشديد من جانب المستثمرين على شراء الدولار تعرض الباوند لتكثيف المخاطر من مستقبل قاتم للعلاقات التجارية ما بين الاتحاد الاوروبى وبريطانيا الى جانب تأثر الاقتصاد البريطانى من بدء تفشى وباء كورونا فى المملكة المتحدة.
وهذا الاسبوع سيتم التركيز على قراءات مؤشر مديري المشتريات التصنيعي في المملكة المتحدة. وجاء المؤشر بقراءة 51.7 في فبراير ، فى أشارة الى نمو طفيف للقطاع. ومع ذلك ، ومع بدء انتشار CORVID-19 ، يستعد المحللون للانكماش للتصنيع البريطانى في مارس. وتشير التوقعات الى قراءة عند 45.7 نقطة. وكذلك الامر سيتم الاهتمام بالاعلان عن قراءة مؤشر مديري المشتريات للخدمات البريطانى. وقد أشار مؤشر مديري المشتريات إلى النمو بقراءة 53.2. ومن المرجح أن يكون شهر مارس أضعف كثيرًا لأن تقدير القراءة الأولية هو 45.0 نقطة.
بعد ذلك سيتم الاهتمام بأرقام التضخم البريطاني. وكان تضخم المستهلك قويا بشكل غير متوقع في يناير2020 ، مع زيادة بنسبة 1.8 ٪ ، فوق التوقعات ب 1.6 ٪. والتوقعات لشهر فبراير عند نسبة تضخم ب 1.6٪. وتسارع مؤشر أسعار المستهلك الأساسي ، الذي يستبعد العناصر الأكثر تقلبًا في مؤشر أسعار المستهلك ، إلى 1.6٪ ، أعلى من التوقعات عند 1.5٪. والتوقعات لشهر فبراير تضخم بنسبة 1.5٪.
يوم الخميس سيتفاعل الجنيه الاسترلينى مع الاعلان عن قرارات السياسة النقدية لبنك أنجلترا ومن المتوقع أن يحافظ البنك على سعر الفائدة الحالي ومستويات التسهيلات الكمية بدون تغيير. ومع ذلك ، سوف يراقب المستثمرون بيان السياسة النقدية عن كثب من أجل التوصل الى توقعات سياسة البنك القادمة خاصة فى ظل أستمرار القلق العالمى من وباء كورونا والذى يمهد لركود الاقتصاد العالمى.