انخفضت أسعار النفط الخام يوم أمس الاثنين، مسجلة أكبر انخفاض في جلسة واحدة منذ ما يقرب من 30 عامًا بعد أن خفضت المملكة العربية السعودية الأسعار وقالت إنها تهدف إلى زيادة الإنتاج، بعد فشل اجتماع أوبك مع حلفاءها، كما ساهمت المخاوف بشأن توقعات الطلب على الطاقة بسبب فيروس كورونا في هبوط النفط الحاد.
وقد خفضت المملكة العربية السعودية أسعارها الرسمية منذ أكثر خلال 20 عامًا على الأقل، وذلك خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث ألمحت للمشترين بأنها ستزيد الإنتاج، وذلك بعد أن قالت روسيا إن شركاتها حرة في ضخ أكبر قدر ممكن، وتأتي الخطوة السعودية بعد فشل اجتماع أوبك وحلفائها في التوصل إلى اتفاق بشأن خفض الإنتاج الإضافي الأسبوع الماضي. وذلك في اجتماع أوبك وحلفاؤها في فيينا للنظر في اقتراح بتعميق التخفيضات في الإنتاج، بهدف دعم أسعار النفط، وقد رفضت منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) اقتراح خفض الإنتاج من قبل حلفائها، كذلك.
إن المخاوف المتزايدة بشأن التأثير الاقتصادي لتفشي فيروس كورونا والانخفاض الوشيك في الطلب على الطاقة أثقلت أسعار النفط، وقد تراجعت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي تسليم شهر أبريل إلى 27.34 دولار للبرميل قبل أن تستعيد قوتها المفقودة لتستقر في النهاية عند 31.13 دولار للبرميل، وذلك بانخفاض قدرة 10.15 دولار، أو حوالي 24.6٪، عن الإغلاق السابق، كذلك هوت العقود الآجلة لخام برنت إلى حوالي 31 دولار للبرميل، ولتسجل عقود خام غرب تكساس وبرنت الآجلة أدنى مستوياتها منذ فبراير 2016.
وفى يوم الجمعة، أغلقت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي على انخفاض 4.62 دولار، أو 10.1 ٪، إلى 41.28 دولار للبرميل، لتستهل الأسواق تداولاتها أمس الأثنين على أنهيارات سعرية، بعد أن اختتم اجتماع أوبك مع حلفائها في فيينا يوم الإثنين، وقد فشلت المنظمة وحلفاؤها في الاتفاق على اقتراح بتخفيض الإنتاج بمقدار 1.5 مليون برميل يوميًا من أبريل إلى نهاية هذا العام، واختتم اجتماع أوبك بقرار المشاركين بمواصلة المستوى الحالي لخفض الإنتاج حتى نهاية هذا الشهر.
علي صعيد البيانات الإقتصادية ذكرت شركة بيكر هيوز أن عدد منصات الحفر الأمريكية النشطة للنفط قد ارتفع بمقدار أربعة إلى 682 هذا الأسبوع، بعد أن شهدت انخفاضًا في منصة واحدة في الأسبوع السابق. ليرتفع إجمالي عدد الحفارات الأمريكية النشطة الآن إلى 793، كذلك، فإن المخاوف المتزايدة بشأن التأثير الاقتصادي لتفشي فيروس كورونا، أثقلت على النفط بالمزيد من الخسائر، حيث قامت إن العديد من البلدان بإضافة قيودًا على السفر اليها فى الوقت الحالي. تم تأكيد وجود أكثر من 100000 إصابة بسبب فيروس كورونا الجديد في جميع أنحاء العالم، وقتل أكثر من 3300 شخص بسبب تفشي المرض، مع ارتفع عدد الإصابات الناجمة عن الفيروس في إيطاليا وفرنسا واليونان وإيران.
قال بنك التنمية الآسيوي اليوم إن تفشي فيروس كورونا سيخفض النمو العالمي بنسبة 0.1 ٪ إلى 0.4 ٪ وسيكون له تأثير كبير على الاقتصادات الآسيوية النامية من خلال ضعف الطلب المحلي، والسياحة، والروابط التجارية والإنتاجية، وتعطل العرض.