لايزال فيروس كورونا يهدد الاقتصاد العالمى ويزيد من الضغط على الاسواق المالية العالمية. وسوق تداول العملات الفوركس ليس ببعيد عن الاداء العام. هناك تذبذب قوى لتحركات العملات مع أستمرار المكاسب للملآذات الآمنة وهروب مستمر للمستثمرين من الاقبال على المخاطرة. كورونا أنتشر فى العديد من الدول حول العالم ولكن الخسائر الاقوى بطبيعة الحال من الصين لانها مصدر تفشى المرض. الحكومة الصينية نجحت فى بناء مستشفى ضخم فى خلال 10 أيام لاحتواء مرضى الفيروس ومنه من الانتشار سريعا فى المستشفيات العادية. تخطت حالات الوفاة هناك 360 حالة والالاف من الاصابة المؤكدة والمشتبه بها. ومع طول أمد أنتشار المرض فأنه يؤثر على الاداء الاقتصادى لثانى أكبر أقتصاد فى العالم وهو ما دعا الحكومة الصينية الى أتخاذ المزيد من التدابير الاحترازية فى النظام المالى ضخت ما مجموعه 173 مليار دولار وهو ما أوقف الانهيار التام لاسواق الاسهم الصينية فى بداية تعاملات اليوم بعد عطلة طويلة للعام القمرى الجديد.
بنهاية تعاملات الاسبوع الماضى كان موعد البريكسيت الرسمى حيث خرجت بريطانيا من الاتحاد الاوروبى رسميا فى 31 يناير 2020 . الانظار الان تتجه الى جولات المفاوضات بينهما والتى سترسم العلاقات التجارية بينهما فى مرحلة ما بعد الفترة الانتقالية. وعليه فقد يشهد الاسترلينى المزيد من التذبذب فى الفترة المقبلة.
الدولار الامريكى ينضم الى الملآذات الآمنة ولكن ليس بنفس وتيرة مكاسبهم. وفى الاسبوع الحالى سيكون هناك العديد من الاحداث والاصدارات الاقتصادية الهامة والمؤثرة على سوق صرف العملات وأبرزها على الاطلاق أرقام الوظائف الامريكية الرسمية يوم الجمعة. هذا الى جانب التحديث المستمر من الصين حول الخسائر من أنتشار فيروس كورونا.
فى العرض التالى سنلقى الضوء على أهم البيانات والاحداث التى تهم متداولى الفوركس:
من الولايات المتحدة الامريكية – الدولار الامريكى- البداية ستكون مع الاعلان عن مؤشر مديرى المشتريات ISM الصناعى ورغم التوقعات بقراءة أيجابية للمؤشر الى 48.5 من مستوى 47.2 فى الاصدار السابق الا أن المؤشر لايزال فى منطقة الانكماش ما دام مستقر دون قراءة 50 التى تفصل النمو من الانكماش. قطاع التصنيع فى أكبر أقتصادين فى العالم تأثر سلبا بالحرب التجارية بينهما والتى أمتدت لشهور.
يوم الاربعاء سيتم الاعلان عن أرقام مسح ADP لقياس التغير فى أعداد الوظائف الامريكية فى القطاع الغير زراعى وهو عادة ما يسبق الاعلان عن تفاصيل تقرير العمل الرسمى من وزارة العمل الامريكية والذى سيتم الاعلان عنه يوم الجمعة 7 فبراير. ويتوقع أن يرصد المسح أضافة 150 الف وظيفة جديدة فى شهر يناير 2020 من أضافة ما مجموعه 202 الف وظيفة فى ديسمبر 2019 .
يوم الجمعة سيتم الاعلان عن أهم أصدار أقتصادى من الولايات المتحدة وهو تفاصيل تقرير وزارة العمل الامريكية والذى يرصد أرقام الوظائف الغير زراعية الامريكية ومتوسط الاجر فى الساعة ومعدل البطالة ويتوقع لها قراءات 160 الف وظيفة و0.3% للاجور و 3.5% للبطالة لشهر يناير 2020 وذلك بعد قراءات 145 الف وظيفة و 0.1% للاجور و3.5% للبطالة تم رصدها فى ديسمبر 2019. لايزال سوق العمل الامريكى قويا والبطالة حول أدنى مستوى منذ 50 عاما وقوته تدعم تمسك البنك المركزى الامريكى بسياسته النقدية.
من منطقة اليورو – اليورو- لن يتم الاعلان عن أصدارات أقتصادية هامة من منطقة اليورو هذا الاسبوع وسيركز متداولى العملات على تحديثات من البنك المركزى الاوروبى حيث ستدلى كريستين لاجارد بشهادتها وسيكون لها تصريحات فى عدة مناسبات طوال الاسبوع. والاسواق تنتظر أشارات من البنك حول مستقبل سياسته النقدية خلال عام 2020 .
من بريطانيا – الجنيه الاسترلينى- فى بداية تعاملات هذا الاسبوع سيتفاعل الباوند مع الاعلان عن مؤشر مديرى المشتريات لقطاع التصنيع الذى ظل فى منطقة الانكماش قبيل موعد البريكسيت الرسمى ويتوقع له الان بعض التحسن مع توقف حرب التعريفات الجمركية ما بين الولايات المتحدة الامريكية والصين الى جانب مزيد من الاقبال على هذا القطاع فى الفترة الانتقالية الحالية. ويوم الثلاثاء سيتم الاعلان عن مؤشر مديرى المشتريات للبناء المخاوف من تبعات البريكسيت دفعت المؤشر الى منطق الانكماش ايضا ووصل الى قراءة 44.4 والتوقعات تشير الان الى قراءة 48.1 ورغم توقعات التحسن لايزال القطاع ضعيفا. ويوم الاربعاء سيتم الاعلان عن مؤشر مديرى المشتريات للخدمات وهذا القطاع الهام للمملكة المتحدة ظل محافظا على قوته وفى أخر أصدار جاء المؤشر بقراءة 52.9 ويتوقع للاصدار الحالى نفس القراءة لم يتأثر قطاع الخدمات كثيرا بالحرب التجارية العالمية ولا بالمخاوف جراء البريكسيت.
بدء جوالات المفاوضات بين بريطانيا والاتحاد الاوروبى حول العلاقات بينهما لمرحلة ما بعد البريكسيت ستظل المؤثر الاقوى على أداء الاسترلينى فى الاشهر المقبلة.
من الصين: سيظل العالم أجمع يراقب التطورات على الارض حيال مواجهة خطر تفشى فيروس كورونا القاتل وتحوله الى وباء فى أكبر بلد فى العالم من حيث عدد السكان وثانى أكبر أقتصاد فى العالم. وحتى ليلة الأمس بلغ عدد الأشخاص المصابين بالفيروس 17000 شخص وقتل أكثر من 360 شخصًا ، جميعهم باستثناء شخص واحد في الصين. وأعلن البنك المركزي لاصينى أنه سيضخ 1.2 تريليون يوان (173 مليار دولار) في الأسواق لضمان وجود أموال كافية. و حث المنظمون البنوك والمؤسسات المالية الأخرى على تعزيز الإقراض وتخفيف متطلبات السداد في المناطق التي تضررت بشدة من الوباء. وذكرت وسائل الإعلام الحكومية أن البيع على المكشوف باستخدام الأسهم المقترضة محظور أيضًا.