بنهاية تعاملات الاسبوع الماضى عاود الدولار الامريكى تعويض خسائره طوال الاسبوع وسط القلق من مستقبل الاتفاق التجارى ما بين الولايات المتحدة الامريكية والصين. ومما ساهم فى تعويض تلك الخسائر الايجابية من نتائج تقرير الوظائف الامريكية بالافضل من المتوقع مما يؤكد على مدى متانة الاقتصاد الامريكى وأن سياسة بنك الاحتياطى الفيدرالى الامريكى تجنى ثمارها. ومن المؤكد بعد أعلان بنك الاحتياطى الفيدرالى عن معدل الفائدة وبيان سياسته النقدية هذا الاسبوع الاشارة الى تلك النتائج والتى لن تكون فى صالح رغبة ترامب فى خفض أكبر للفائدة الامريكية. وقبل هذا التقرير كان مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الأمريكي ISM والذى جاء بأقل من التوقعات وأظهر أن القطاع الصناعي الأمريكي لا يزال يعانى من النزاع التجارى مع الصين. وهذا الاسبوع ستعلن الولايات المتحدة تقارير كل من مؤشر أسعار المستهلك ومبيعات التجزئة الهامة وأن شهدنا تحسنا كما حدث فى أرقام الوظائف الامريكية سيكمل الدولار دورة التصحيح. مع الاخذ فى الاعتبار بأن الرئيس الامريكى ترامب سيقرر هذا الاسبوع زيادة التعريفات الجمركية على أخر دفعة من المنتجات الصينية أم لا.
بالنسبة للجنيه الاسترلينى. لايزال يحتفظ بمكاسبه الاعلى منذ سبعة شهورأمام معظم العملات الرئيسية مع أستمرار التفاؤل بفوز كبير للمحافظين فى الانتخابات التى ستجرى الخميس القادم. وتشير أستطلاعات الرأي إلى أن دعم حزب المحافظين تراجع مع اقتراب الانتخابات. وبشكل عام لا يزال حزب المحافظين متقدمًا على حزب العمال بالقرب من رقمين ، ولكن كان هذا أيضًا نفس النمط في عام 2017 عندما توقع الكثيرون أن يحتفظ المحافظون بألاغلبية.
وإذا فاز حزب المحافظين بالأغلبية وتم تمرير مشاريع قوانين خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ، فستدخل المملكة المتحدة فترة توقف حتى نهاية عام 2020 ، حيث سيتم التفاوض على اتفاقية تجارية جديدة مع الاتحاد الأوروبي. وباستثناء مزيد من التأخير ، لا يزال من الممكن بأنه في نهاية العام المقبل ، أذا لم تتوصل المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى اتفاق ، فالمغادرة ستقلل من علاقة تجارية مهمة تجاه معايير منظمة التجارة العالمية.
وبالنسبة لصفقة المرحلة الاولى بين الولايات المتحدة والصين لاتزال تواجه مصير المجهول. وعليه فقد تراجعت أسواق الأسهم العالمية بعد أقتراح الرئيس ترامب ، بأنه من المحتمل أن تكون الصفقة التجارية بينهما بعد انتخابات الرئاسة فى نوفمبر المقبل. ويعتقد الكثيرون بأن الصين أكثر يأسًا بشاءن التوصل إلى اتفاق، لكن المسؤولين الأمريكيين طمأنوا السوق إلى أن التقدم نحو التوصل إلى اتفاق مستمر. ويبدو أن القضية الحاسمة تكمن في مقدار حصة السوق الصينية التي يجب تخصيصها للمزارعين الأمريكيين مقابل مقدار التنازل عن الرسوم الجمركية.
فى العرض التالى سنلقى الضوء على أهم البيانات والاحداث التى تهم متداولى الفوركس:
يوم الاثنين: البداية ستكون من اليابان مع الاعلان عن نمو الناتج المحلى الاجمالى والتوقعات تشير الى توسع النمو بنسبة 0.2% من معدل نمو بنسبة 0.1% فى السابق. ولايزال الاقتصاد اليابانى يعانى من حرب التعريفات الجمركية بين الولايات المتحدة والصين والحكومة اليابانية تقدم بشكل مستمر خطط تحفيز الى جانب خطط البنك المركزى اليابانى ولكن الاقتصاد اليابانى لايزال يعانى. ويحدد الناتج المحلي الإجمالي القيمة الاجمالية للسلع والخدمات التي ينتجها الاقتصاد. وهو مقياس أوسع للنشاط الاقتصادي ومؤشر اساسي للصحة الاقتصادية. والتغير الربع سنوى في نسبة الأنتاج المحلي الاجمالي يؤثر على النمو الأقتصادي ككل.
يوم الثلاثاء: تصريحات حاكم البنك المركزى الاسترالى ومن المتوقع أن يؤكد على أستمرار رغبة البنك فى تخفيف سياسته النقدية اذا لزم الامر. وستؤثر تصريحاته على أداء الدولار الاسترالى مقابل العملات الرئيسية الاخرى. وقد قام بنك الاحتياطي الأسترالي (RBA) بخفض أسعار الفائدة في شهر أكتوبر وشهد مبررًا لخفض الفائدة في نوفمبر ، لكنه لم يتحرك.
فى نفس اليوم سيتم الاعلان عن معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي في المملكة المتحدة. وفي حين أن تقارير إجمالي الناتج المحلي الشهرية عادةً ما تكون أقل فعالية من التقارير الفصلية ، فإن هذا التقرير لشهر أكتوبر هو آخر تقرير قبل الانتخابات العامة فى البلاد والتى قد يكون لها تأثير كبير على رغبة الناخبين. وتفادت المملكة المتحدة الركود في الربع الثالث حيث شهد الناتج المحلى الاجمالى نموا بنسبة 0.3 ٪. ومع ذلك ، شهدت الشهرين الماضيين تباطؤ بنسبة - 0.2 ٪ في أغسطس و -0.1 ٪ في سبتمبر. وأى تباطؤ جديد لن يكون فى صالح تقدم حزب المحافظين الحالى. ويتوقع الان نمو بنسبة 0.1% بعد تباطؤ بنسبة -0.1%.
مؤشر ZEW للثقة فى الاقتصاد الألماني. وقد لا يتفاعل اليورو كثيرا مع نتائجه حيث ستكون العملة الاوروبية الموحدة على موعد أهم وهو نتائج الاجتماع الاول للبنك المركزى الاوروبى تحت قيادة كريستين لاجارد. وبشكل عام فقد بلغت المعنويات الاقتصادية لالمانيا قراءة -2.1 في نوفمبر - وهو تحسن بالمقارنة مع الماضي القريب – ويتوقع تحسن المؤشر الى قراءة 1.1 وأن حدث سيعكس التفاؤل بدلاً من التشاؤم في هذا التقرير الأخير لعام 2019.
يوم الاربعاء: التضخم الامريكى. وذلك مع الاعلان عن تقرير مؤشر أسعار المستهلك (CPI) قبل ساعات من قرار الفائدة من جانب بنك الاحتياطى الفيدرالى ونتائجه ستؤثر على بيان السياسة النقدية لبنك الاحتياطى الفيدرالى والذى سيصدر فى وقت لاحق من نفس جلسة التداول. وخلال شهر نوفمبر ، خيب مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي الآمال بسبب انخفاضه إلى 2.3٪ سنويًا ، وفقدان قوته بعد أشهر متتالية كان قويا. وبالتالي ، انخفض مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصى - مقياس التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي - إلى 1.6٪ ، مبتعدًا عن هدف البنك عند 2٪. وفى المقابل فقد ارتفع مؤشر أسعار المستهلك الأساسي الشهري بنسبة 0.2 ٪ ، ومن المتوقع أن يكون بنفس النتيجة ولا تغيير.
فى نفس اليوم سيتم الاعلان عن معدل الفائدة من البنك المركزى الامريكى. وبعد ثلاثة تخفيضات متتالية في أسعار الفائدة ، من المتوقع أن يتمسك أقوى بنك مركزي في العالم بسياسته النقدية وذلك في الاجتماع الأخير لعام 2019. مؤخرا صرح جيروم باول ، رئيس مجلس بنك الاحتياطي الفيدرالي ، إنه يرى الاقتصاد "أكثر من نصف ممتلئ" ومع ذلك ، فليست كل المؤشرات الاقتصادية مواتية ، حيث لا يزال التصنيع الامريكى يعاني من الركود. وسيركز المستثمرون على تعليقات البنك تجاه مستويات التضخم والعمالة. ومن المتوقع أن يبقى البنك على الفائدة 1.75% بدون تغيير. وبعد الاعلان عن الفائدة بنصف ساعة سيكون هناك مؤتمر صحفى هام لحاكم بنك الاحتياطى الفيدرالى جيروم باول والذى سيوضح من خلاله العوامل التى ساهمت فى قرار البنك وتوضيح لبيان سياسته النقدية وخطط البنك لانعاش الاقتصاد الامريكى ومواجهة تبعات الحرب التجارية العالمية.
يوم الخميس: هذا اليوم هام للغاية حيث ستراقب فيه الاسواق بكل حذر مجريات الامور تجاه الانتخابات العامة فى بريطانيا وتحديث التقارير حول من سيفوز بتلك الانتخابات الهامة سيؤثر بقوة على الاسواق المالية بشكل عام وعلى الاسترلينى والاقتصاد البريطانى بشكل خاص.
وبمجرد تمرير الانتخابات ، سيتحول انتباه المستثمرين إلى الاقتصاد البريطانى. وفى أجتماع نوفمبر أعترض اثنان من أعضاء لجنة السياسة النقدية لصالح الخفض الفوري لسعر الفائدة. ومع ذلك ، فإن السوق تتوقع بأقل من نسبة 10 ٪ فرصة للتخفيض عندما يجتمع البنك مرة أخرى في 19 ديسمبر. وقد أنهى الاقتصاد البريطانى الربع الثالث من العام على خلفية ضعيفة للغاية ، ومن المحتمل أن التخفيضات الضريبية وزيادة الإنفاق ركيزة حملة الاحزاب المشاركة فى الانتخابات العامة. وسيتنحى الحاكم كارني في نهاية شهر يناير ، ومن المرجح أن تزداد التكهنات بشأن خلفه بعد نتائج الانتخابات المصيرية. وسيتم الاعلان عن النتائج النهائية لتلك الانتخابات صباح الجمعة.
فى نفس اليوم. سيعلن البنك المركزى الاوروبى عن سياسته النقدية وهو الاجتماع الاول لكريستين لاجارد كحاكم للبنك والتوقعات تشير بقوة الى أن البنك سيبقى على الفائدة 0.00% بدون تغيير. وأسلوبها سيلفت انتباه المستثمرين كثيرا. وهناك شعور كبير بأن تظل تعمل بنفس خطط ماريو دراجى ، الى جانب دعوة دول مثل المانيا وهولندا ذات المالية الكبرى لاستخدام السياسة المالية للمساعدة في أنجاح خطط البنك لانعاش أقتصاد منطقة اليورو.
ويتوقع أن يقوم البنك بتغييرات فى سياسته أولاً ، وقد يتم تعديل عرض هدف التضخم قليلاً مما يتيح مزيدًا من المرونة. على الرغم من أن هدف التضخم البالغ 2٪ يبدو تعسفيًا إلى حد ما ، بينما تبنت معظم البلدان المرتفعة الدخل شيئًا مماثلاً ، إلا أن ما تقيسه مختلف تمامًا. ومع ذلك ، بمجرد اختياره ، يبدو من الصعب تغييره. وننتظر بكل حذر أجراءات لاجارد الجديدة. فأقتصاد منطقة اليورو لم يتغير كثيرا بل يعانى وبشكل مستمر بقيادة ألمانية ، كما أن الإضراب العام الجديد يهدد بضرب الاقتصاد الفرنسي ، الذي شهد نموا بنسبة 0.3٪ على أساس ربع سنوى. وبشكل عام لا تزال منطقة اليورو قريبة من الركود.
وعلى الرغم من خبرتها السياسية الواسعة ، فإن المدير العام السابق لصندوق النقد الدولي قد تتلقى الكثير من التعليقات غير المرغوب فيها في مؤتمرها الصحفي الأول ، الذي يحرك الأسواق عادة. وتفاصيل دعوتها للحكومات إلى بذل المزيد من الجهد ستكون ذات أهمية كبيرة.
يوم الجمعة. نتائج مسح TANKAN من البنك المركزى اليابانى حول القطاع الصناعى وغير الصناعى. ومن المحتمل أن يكون للبيانات الاقتصادية اليابانية تأثير طفيف على سعر صرف الين. حيث أن العملة اليابانية عادة تتأثر بأسعار الفائدة العالمية وأداء سوق الأسهم. والى جانب ذلك فقد زادت الضغوط على ثالث أكبر أقتصاد فى العالم من زيادة ضريبة المبيعات والإعصار والتي من المتوقع أن تنتج انكماشًا حادًا في نمو الاقتصاد اليابانى.
هذا التشاؤم سيؤثر بشكل عام على نتائج المسح ويتوقع للقطاع الصناعى قراءة 3 من قراءة 5 فى السابق وللقطاع الغير صناعى قراءة 16 من 21 فى السابق.
فى نفس اليوم سيتم الاعلان عن أرقام مبيعات التجزئة الأمريكية. وسترسم نتائج هذا التقرير الهام مصير أغلاق تعاملات الدولار أمام العملات الرئيسية الاخرى. وترجع الاهمية لهذا التقرير الى أنه يوضح مدى أنفاق المستهلك الامريكى وكما هو معلوم فأن الاستهلاك يمثل نحو 70٪ من نشاط الاقتصاد الأمريكي ، وقد أرتفعت المبيعات بنسبة 0.3 ٪ في أكتوبر بينما ارتفعت المبيعات الأساسية بنسبة 0.2 ٪. ويتوقع زيادة المبيعات بنسبة 0.4% لكلا من المؤشرين.