خلال تعاملات الاسبوع الماضى كانت العصبية والترقب الحذر تسيطر على شعور المستثمرين وذلك مع قرب موعد فرض المزيد من التعريفات الجمركية الامريكية على ما تبقى من الواردات الصينية وأنتهت المفاوضات الصعبة بين أكبر أقتصادين فى العالم على أتفاق المرحلة الاولى مما هدأ من المخاوف وساهم فى أقبال المستثمرين على المخاطرة وأنتعشت أسواق الاسهم العالمية. نتائج الانتخابات البريطانية العامة كانت محط أنظار المتداولين أيضا لانها ستحدد مصير البريكسيت. وكما كان متوقعا فاز حزب المحافظين تحت قيادة بوريس جونسون بنسبة مقاعد تضمن له تمرير سهل لاتفاقية البريكسيت لتنفيذ وعوده بأخراج البلاد من الكتلة فى الموعد المقرر 31 يناير 2020.
لم تفاجأنا البنوك المركزية بأى أعلان مثير. حيث أبقى بنك الاحتياطى الفيدرالى الامريكى على معدلات الفائدة وكرر ثقته فى الاداء الاقتصادى للبلاد. وفى أول أجتماع للبنك المركزى الاوروبى تحت قيادة كريستين لاجارد لم نرى أى جديد ولكن لاجارد وعدت بمراجعة لسياسة البنك من أجل الاسراع بخطط جديدة لانعاش منطقة اليورو وأبقت على خطط التحفيز التى أقرها ماريو دراجى فى أخر أجتماعاته.
فى العرض التالى سنلقى الضوء على أهم البيانات والاحداث التى تهم متداولى الفوركس:
يوم الاثنين: سيتم الاعلان عن أرقام مؤشرات مديري المشتريات في منطقة اليورو. وينتظر أن تشير مؤشرات مديري المشتريات من Markit إلى حدوث بعض الانتعاش في شهر نوفمبر. ومن المتوقع أن تظهر الأرقام الأولية لشهر ديسمبر مزيدًا من التحسن. وفي فرنسا ، ينمو كل من قطاعي الصناعة والخدمات ، وإن كان بنسب بطيئًة. وفى المقابل لا يزال قطاع الصناعات التحويلية الألماني في حالة ركود - وقد بلغ مؤشر مديري المشتريات للقطاع الصناعي قراءة 44.1 نقطة ويتوقع أن يرتفع إلى 44.3 نقطة فقط – وكما هى معطيات المؤشر فأن أى قراءة أقل من مستوى ال 50 تشير الى الانكماش. وأيضا قطاع الخدمات فى أكبر أقتصاد فى منطقة اليورو يتعرض للضعف حيث بلغ 51.7 نقطة. وبالنسبة للمؤشر المركب – الذى يضم قطاعى الصناعة والخدمات معا- فى منطقة اليورو يدور ما بين قراءات 50.6 إلى 50.9 نقطة ، فى أشارة الى النمو المحدود.
فى نفس اليوم. سيتم الاعلان عن مؤشرات مديري المشتريات في المملكة المتحدة. وتم تجميع نتائج المؤشر قبل الانتخابات والتى جرت بنهاية الاسبوع الماضى ، وقد يكون لنتائجه رد فعل على الاسترلينى. ومن المتوقع أن يتعافى قطاع الصناعات التحويلية من قراءة 48.9 إلى 50.7 نقطة ، في حين يحمل قطاع الخدمات توقعات الهبوط من 49.3 إلى 48.9 نقطة في ديسمبر - مما يعكس الضعف في أكبر قطاع في بريطانيا.
يوم الثلاثاء: أرقام الوظائف البريطانية. وقد بلغ معدل البطالة فى المملكة المتحدة أدنى مستوى تاريخي بلغ 3.8 ٪ في سبتمبر ، ويتوقع له الان زيادة طفيفة وصولا الى 3.9 ٪. وقد أستمرت الأجور في النمو بوتيرة مرضية بلغت 3.6٪ - وليس لهذه الأرقام أي تأثير سياسي في هذه المرحلة ، لكنها ستؤثر على قرار بنك إنجلترا في وقت لاحق من الأسبوع.
يوم الاربعاء: سيتم الاعلان عن مؤشر IFO لمناخ الأعمال الألماني. وعلى غرار مؤشر مديري المشتريات ، أظهر مؤشر مركز الأبحاث رقم 1 في ألمانيا انتعاشًا بسيطًا. وبلغ المؤشر الرئيسي قراءة 95 نقطة في حين كان التقييم الحالي عند قراءة 97.9 نقطة في نوفمبر. ومن المتوقع أن يُظهر الإصدار الأخير من 2019 أرقامًا مماثلة على الأرجح.
فى نفس اليوم سيتم الاعلان عن أرقام التضخم في المملكة المتحدة. وقد أنخفض مؤشر أسعار المستهلك إلى أدنى مستوى له ، مسجلاً أدنى مستوى له بنسبة 1.5٪ على أساس سنوى في شهر أكتوبر. ويتوقع الان تسجيل نمو بسيط إلى 1.6 ٪. وقد يظل مؤشر أسعار المستهلك الأساسي على حاله عند 1.7٪. ولارقام التضخم تأثير قوى على سياسة بنك انجلترا.
الناتج المحلي الإجمالي لنيوزيلندا. وشهدت الدولة الواقعة في جنوب المحيط الهادئ ، والتي تضررت مؤخرًا من ثوران بركان ، نموًا أقتصاديا بنسبة 2.1٪ في الربع الثاني على أساس سنوى. ويتوقع الان تباطؤ النمو الاقتصادى إلى 2 ٪. وتصدر نيوزيلندا أرقام إجمالي الناتج المحلي مرة واحدة فقط كل ثلاثة أشهر ، مما يجعل كل إصدار أكثر تأثيرًا.
يوم الخميس: سيتم الاعلان عن تقرير الوظائف الأسترالي. وخلال شهر أكتوبر كانت نتائج الوظائف الاسترالية مخيبة للآمال. حيث خسرت البلاد 19000 وظيفة. والتوقعات أعلى هذه المرة ، مع زيادة قدرها 15000 وظيفة وزيادة من 66 ٪ إلى 66.1 في معدل المشاركة – وقد يظل معدل البطالة فى البلاد دون تغيير عند 5.3 ٪.
فى نفس اليوم سيتم الاعلان عن قرار معدل الفائدة الياباني. وقد أبقى البنك المركزى اليابانى على معدل الفائدة دون تغيير عند -0.10٪ لعدة سنوات، لأنه يهدف إلى رفع التضخم دون إلحاق ضرر كبير بالبنوك. كما يهدف إلى الحفاظ على تكاليف الإقراض طويلة الأجل صامتة - من خلال استهداف عائدات العشر سنوات. وعليه فقد أبقى هاروهيكو كورودا ، محافظ بنك اليابان ، الباب مفتوحًا لمزيد من التحفيز لكنه لم يعدل سوى تعهد البنك بالإبقاء على أسعار الفائدة منخفضة بقدر ما هو مطلوب. ومن المرجح أن تترك المؤسسة التي تتخذ من طوكيو مقرا لها أسعار الفائدة دون تغيير في الاجتماع الأخير من العام 2019.
ويبدو أن ثالث أكبر اقتصاد في العالم يعاني من انكماش عميق نسبياً في هذا الربع (-0.6 ٪ -0.7 ٪ على أساس ربع سنوي). وهذا جزئيًا نتيجة للزيادة الضريبية التي أدت إلى زيادة الاستهلاك والإعصار المدمر. وتعرضت التجارة ايضا للركود ، ولم ترتفع الصادرات على أساس سنوي منذ نوفمبر 2018. وتراجعت المعنويات بين الشركات الكبيرة وبأكثر من المتوقع في استطلاع تانكان في ديسمبر. وتقوم حكومة رئيس الوزراء آبي بصياغة ميزانية تكميلية كبيرة ، وقد يؤدي هذا أيضًا إلى تخفيف الضغط عن بنك اليابان.
وفى نفس السياق سيعلن بنك أنجلترا عن سياسته النقدية. وفى أجتماع شهر نوفمبر فاجأ عضوان في بنك إنجلترا الأسواق بتصويتهما لخفض الفائدة. وعلى الرغم من تدهور الأوضاع الاقتصادية ، من المحتمل أن يترك بنك إنجلترا أسعار الفائدة دون تغيير عند 0.75٪ في اجتماعه الأخير من العام 2019. ومن المتوقع أن ينهي مارك كارني ، محافظ بنك إنجلترا ، فترة ولايته في نهاية العام ، لكن قد يُطلب منه البقاء لفترة أطول. محضر الاجتماع وبيان السياسة النقدية بعد الاعلان عن معدل الفائدة سيكون له رد فعل قوى لانها توضح مستقبل سياسة البنك.
لا تتوقع الاسواق سوى فرصة ضئيلة لخفض سعر الفائدة من بنك إنجلترا. وكان هناك معارضان في الاجتماع الأخير يؤيدان إجراء خفض فوري ، لكن يبدو أنهما لم ينجحا في إقناع الآخرين في لجنة السياسة النقدية بالموافقة على ذلك.
يوم الجمعة. سيتم الاعلان عن الناتج المحلي الإجمالي للمملكة المتحدة. ومن المتوقع أن تؤكد القراءة النهائية لنمو الناتج المحلي الإجمالي البريطاني في الربع الثالث قراءة 0.3٪ - والتي أكدت أن المملكة المتحدة تجنبت الركود الاقتصادى. وقد يؤثر أي خفض للناتج على أداء الجنيه الاسترلينى ، خاصة وأن أرقام الناتج المحلي الإجمالي الشهري لشهر أكتوبر لم تظهر أي نمو. ووفقًا لمكتب الإحصاءات الوطنية ، كان نمو الناتج المحلي الإجمالي البريطاني ثابتًا في الأشهر الثلاثة حتى أكتوبر 2019 ، مما يعني أن الاقتصاد البريطاني لم يشهد أي نمو فعلي في الأشهر الثلاثة الأخيرة.
الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي. وقد فاجأت القراءة الثانية للناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث الاسواق بالانتعاش إلى معدل نمو سنوي بلغ 2.1 ٪ - أفضل من 1.9 ٪ في الأصل. ومن المحتمل وجود رقم مشابه في هذا الاصدار. وقد لا تكون للنتائج أهمية بالنسبة للأسواق والتي من المحتمل أن تكون بسيولة أقل قبل عطلات نهاية العام.