المفكرة الاقتصادية للفوركس هذا الاسبوع- 11 نوفمبر 2019

.

التفاؤل بأمكانية توقيع أتفاق تجاري ما بين أكبر أقتصادين فى العالم ربما فى وقت لاحق من الشهر الجارى ساهم كثيرا فى زيادة ثقة المستثمرين والاسواق المالية وبالتالى دعم الاقبال على المخاطرة وتوسعت مكاسب الدولار الامريكى كثيرا حيث أن الاتفاق وأن حدث سيدعم الاقتصاد الامريكى ويوقف وتيرة خفض الفائدة الامريكية من جانب بنك الاحتياطى الفيدرالى. قوة الدولار ساهمت بقوة فى خفض سعر الذهب كثيرا خلال تعاملات الاسبوع الماضى وفقدت أوقية الذهب 58 دولار من قيمتها وتخترق الدعم 1460 دولار.  ولا بد فى الاخذ بالاعتبار بأن اتفاقية التجارة بين الولايات المتحدة والصين ليست حلا سحريا. فالاقتصاد الصيني يتباطأ بغض النظر عن العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة.

والولايات المتحدة لديها شكاوى لا نهاية لها ضد الممارسات التجارية في الصين. وفي الأسبوع الماضي ، خلصت وزارة التجارة الأمريكية إلى أن بلاط السيراميك الصيني الصنع قد تم أستهدافه. وفرضت تعريفة جديدة تتراوح بين 114.4 ٪ إلى أكثر من 350 ٪ على العديد من الشركات الصينية. ومن المتوقع صدور حكم نهائي بحلول نهاية الربع الأول من العام 2020 . وبلغت قيمة الصفقة حوالي 480 مليون دولار. وفي الوقت نفسه ، يمر تشريع عبر الكونغرس والذي يتطلب تأكيد الاستقلال الذاتي لهونغ كونغ كل عام ، وهذا قد يحد من صناديق التقاعد لموظفي الحكومة الأمريكية من الاستثمار في الصين.

وعلى صعيد أخر. لدى الولايات المتحدة العديد من القضايا التي لم تحل بعد مع أوروبا ، بدءا من خط أنابيب الغاز مع روسيا ، إلى إنفاق الناتو ، إلى استخدام Huawei لـ 5G. إلى الحظر المفروض على إيران والمشاركة في مبادرة الحزام والطريق الصينية. ولا تزال واردات الصلب والألومنيوم الأوروبي تواجه رسوم الولايات المتحدة لأسباب تتعلق بالأمن القومي ، ومن المتوقع أن تقرر الولايات المتحدة مزيد من الضغوط لتشمل السيارات. وقبل ستة أشهر ، وجدت وزارة التجارة الامريكية أن واردات السيارات كانت بالفعل تهديدًا للأمن القومي. ومن المتوقع قريبًا اتخاذ قرار بشأن فرض تعريفة عليها. وتشير التقارير إلى أن الولايات المتحدة كانت تتحدث مباشرة مع المنتجين الأوروبيين ، وأن بعض الحلول الوسط يمكن أن تمنع القوة الكاملة للتهديد الأمريكي.

 

فى العرض التالى سنلقى الضوء على أهم البيانات والاحداث التى تهم متداولى الفوركس:

يوم الاثنين: البداية من بريطانيا مع الاعلان عن نمو الناتج المحلى الاجمالى. ويتوقع تحسن نمو الاقتصاد بنسبة 0.4% بعد تباطؤ النمو بنسبة -0.2% فى الربع السابق. ونتوقع تأرجح النمو للمملكة المتحدة لحين الانتهاء تماما من أخراج البلاد من الاتحاد الاوروبى ورد الفعل من هذا الخروج وعلى أى وضع سوف يكون.

فى بداية تعاملات هذا الاسبوع سيكون هناك عطلة بالاسواق الامريكية والكندية.

يوم الثلاثاء: الاعلان عن متوسط الاجور فى بريطانيا وسط توقعات بثبات الاجور حول 3.8% مرتفعة بدون تغيير. وبالنسبة للوظائف فقد نشهد زيادة فى الوظائف بنسبة 24.200 الف وظيفة من 21.100 الف وظيفة فى الاصدار السابق. وقد يظل معدل البطالة حول نسبة 3.9% بدون تغيير.

صورة توضيحية

من المانيا سيتم الاعلان عن مؤشر ZEW لمعنويات الاقتصاد الالمانى وبعد التحسن الاخير وصولا الى قراءة -22.8 فمن المتوقع أن يستمر التحسن ليسجل المؤشر قراءة -13.2 وعلى الرغم من التحسن السابق والمتوقع لاتزال المعنويات متشائمة تجاه الاقتصاد الالمانى وكان هذا واضحا فى توقعات الحكومة الالمانية مؤخرا وقبل ذلك صندوق النقد الدولى ثم لجنة مستشارين أقتصادين مستقلة. فتباطؤ أكبر أقتصاد فى منطقة اليورو يجر أقتصاد الكتلة جميعا نحو مزيد من التباطؤ.

يوم الاربعاء: الاعلان عن قرار الفائدة من نيوزلندا ومع توجه البنوك المركزية العالمية نحو المزيد من تخفيف سياستها النقدية لمواجهة تبعات الحرب التجارية الشرسة ما بين الولايات المتحدة الامريكية والصين والتى بشكل مباشر على الاقتصاد العالمى فمن المتوقع أن يقوم بنك الاحتياطى النيوزلندى بخفض معدل الفائدة بربع نقطة أضافية ليصل المعدل الى 0.75% مستوى تاريخى من المعدل الحالى 1.00%. وسيولى المستثمرين أهتماما بالغا بمضمون بيان السياسة النقدية للبنك ومحضر الاجتماع والمؤتمر الصحفى لحاكم البنك للتعرف على مستقبل السياسة النقدية للبنك.

سنعود مرة جديدة ثالثة الى بريطانيا وهذة المرة مع الاعلان عن أرقام التضخم وسط توقعات بأنخفاض مؤشر أسعار المتهلك الى قراءة 1.6% بعد تراجعه فى السابق الى 1.7% وبهذا يبتعد المعدل عن هدف بنك أنجلترا وتقل الضغوط على البنك للبدء فى تشديد سياسته النقدية خاصة وأن خروج البلاد من الاتحاد الاوروبى لم يتم بعد بل تم تأجيله ثلاثة شهور الى 31 يناير 2020 والبلاد مقبلة على أنتخابات مبكرة ستجرى فى 12 ديسمبر.

من الولايات المتحدة الامريكية سيتم الاعلان عن مؤشر أسعار المستهلك وسط توقعات بزيادة التضخم الى قراءة 0.3% من نسبة 0.0% فى السابق. وبشكل عام لايزال التضخم الامريكى عنيدا ويبتعد كثيرا عن هدف بنك الاحتياطى الفيدرالى. ويمثل أنخفاض التضخم عقبة رئيسية أمام جيروم باول وفريقه للعمل على الاستمرار فى تشديد سياسة البنك فبدلا من رفع للفائدة اربع مرات فى عام 2018 قام البنك بخفض الفائدة ثلاث مرات فى عام 2019 .

سينتهى اليوم بشهادة جيروم باول حاكم بنك الاحتياطى الفيدرالى. حيث يدلي بشهادته على التوقعات الاقتصادية والإجراءات السياسة النقدية الأخيرة أمام اللجنة الاقتصادية المشتركة، في واشنطن. والشهادة ستكون في جزأين. الأول هو بيان معد مسبقا، ثم تجري اللجنة جلسة سؤال وجواب. ويمكن أن يشهد جزء الأسئلة والأجوبة الكثير من المعلومات والتى تؤدى الى تذبذب الاسعار بقوة وتؤثر بشكل مباشر على الدولار الامريكى.

يوم الخميس: البداية ستكون من أستراليا مع الاعلان عن أرقام الوظائف وسيظل سوق العمل الاسترالى قويا ويعتمد عليه بنك الاحتياطى الاسترالى كثيرا فى التمسك بموقف سياسته. ويتوقع زيادة الوظائف فى هذا الاصدار الى 16.200 الف وظيفة من 14.700 الف وظيفة فى الاصدار لاسابق وقد يظل معدل البطالة فى البلاد حول 5.2% بدون تغيير.

ومن الصين سيتم الاعلان عن الانتاج الصناعى. والتصنيع أحد أهم قطاعات ثانى أكبر أقتصاد فى العالم وقد تأثر كثيرا بالسلب من جراء النزاع التجارى الذى أمتد اكثر من 15 شهرا مع الولايات المتحدة الامريكية ويتوقع له التراجع الى نسبة 5.5% بعد تراجعه بنسبة 5.8% فى الاصدار السابق.

نمو الناتج المحلى الاجمالى الالمانى وقد يظل تباطؤ نمو أكبر أقتصاد فى منطقة اليورو حول نسبة -0.1% بدون تغيير.

مبيعات التجزئة البريطانية. ويتوقع نمو المبيعات بنسبة 0.2% بعد تراجعها بنسبة 0.0% فى الاصدار السابق. ويراقب متداولى الفوركس عن قرب تقرير مبيعات التجزئة، حيث أنه يعتبر من أولى المؤشرات التي يتم نشرها في الشهر عن سلوك المستهلك، وبالتالي فإن السوق يكون حساسًا من أي مفاجآت من هذا التقرير.

أسعار المنتجين الامريكية. وهو يقيس معدل التغير في الأسعار التي يعاني منه رجال الصناعة عند شراءهم للسلع والخدمات. فعندما يدفع رجال الصناعة المزيد من الأموال للحصول على السلع والخدمات، حينها تزيد احتمالية انتقال التكاليف المرتفعة إلى المستهلك، وبالتالي يُعتقَد أن مؤشر أسعار المنتجين هو مؤشر قيادي لتضخم المستهلك. ويتوقع له الارتفاع الى نسبة 0.3% بعد انخفاض فى السابق بنسبة -0.3%.

بنهاية اليوم سنكون مع الشهادة الثانية لحاكم بنك الاحتياطى الفيدرالى الامريكى جيروم باول. ولا يتوقع أى تغيير فى الشهادة الثانية عما ورد منه فى شهادته الاولى.

يوم الجمعة. أرقام مبيعات التجزئة الامريكية. وهذا البيان يحدد قيمة المبيعات على مستوى التجزئة. ويراقب متداولى الفوركس عن قرب هذا التقرير، حيث أنه يعتبر من أولى المؤشرات التي يتم نشرها في الشهر عن سلوك المستهلك، وبالتالي فإن السوق يكون حساسًا من أي مفاجآت من هذا التقرير. فمبيعات التجزئة تمثل جزء كبير من الاستهلاك، وهو المحرك الرئيسي للاقتصاد كما أن له تأثير كبير على نمو الناتج المحلي الإجمالي.  وتيوقع زيادة المبيعات بنسبة 0.1% بعد تراجعها بنسبة -0.3% فى الاصدار السابق.

محمود عبدالله
المحلل محمود عبدالله يعمل في أسواق العملات الأجنبية منذ 13 عاما بتفرغ كامل. أسواق يقدم تحليلاته ومقالاته وتوصياته في أشهر المواقع العربية المتخصصة في أسواق المال العالمية مثل موقع TradersUp وغيرها ونالت خبرته الكثير من الاهتمام اليومي لدى المتداولين العرب. يعمل المحلل محمود على توفير المقالات والتقارير الفنية والاخبار السوقية بمتابعة لا تقل عن 12 ساعة يوميا بالإضافة فهو مبتكر للعديد من الافكار والادوات التي تساعد المتداول بالتعامل مع شركات التداول الشهيرة وتوفر له دخول عالم المتاجرة بكل سهولة ويستقبل جميع الأسئلة والاستفسارات في كل وقت. يملك خبرة كبيرة في توفير توصيات الفوركس الناجحة ويهدف لتبسيط كيفية التداول في الفوركس ومفهوم التجارة لجمهوره بدون تعقيد.