خسر الدولار الامريكى الكثير من مكاسبه أمام العملات الرئيسية الاخرى خلال تعاملات الاسبوع الماضى وهى مؤشر الدولار الامريكى DXY الى أدنى مستوى له منذ 20 يوما ومما زاد من الضغط على الدولار ضعف أرقام التضخم الامريكية والتى زادت من التوقعات بأن بنك الاحتياطى الفيدرالى سيخفض الفائدة الامريكية للمرة الثالثة عندما يجتمع فى نهاية الشهر الجارى. وكان أكثر العملات ربحا فى هذا الاسبوع الجنيه الاسترلينى الذى قفز بقوة أمام كل العملات المنافسة بدعم من التفاؤل بأمكانية التوصل لاتفاق بين طرفى البريكسيت وتفادى خروج فوضوى للمملكة المتحدة من الاتحاد الاوروبى وكانت أبرز محطات مكاسبه المقاومة 1.2707 أمام الدولار بحصيلة مكاسب فى هذا الاسبوع 500 نقطة لزوج الاسترلينى دولار GBP/USD . وأمام الين اليابانى أختبر المقاومة 137.89 بحصيلة مكاسب فى هذا الاسبوع 700 نقطة تقريبا لزوج الاسترلينى ين GBP/JPY. اليورو هو الاخر أستغل ضعف الدولار وتحرك لاعلى الى المقاومة 1.1062 أمام الدولار ولكن مكاسبه لاتزال تحت تهديد أستمرار تباطؤ أقتصاد منطقة اليورو.
فى العرض التالى سنلقى الضوء على أهم البيانات والاحداث التى تهم متداولى الفوركس:
يوم الاثنين: البداية ستكون هادئة فى ظل عطلة فى الاسواق اليابانية والكندية والامريكية. وفقط سيتم التركيز على أرقام الميزان التجارى للصين ويتم الاعلان عن هذا البيان الهام فى وقت تجرى فيه كلا من الولايات المتحدة الامريكية والصين جولة من المحادثات لحل النزاع التجارى بينهما والتوقعات أقوى بأن الطرفين قد يتوصلان لاتفاق جزئى يوقف حرب التعريفات الجمركية لبعض الوقت لحين الاتفاق على تسوية شاملة توقف الحرب التجارية العالمية والتى تهدد مستقبل النمو الاقتصادى العالمى ككل.
يوم الثلاثاء: من بريطانيا سيتم الاعلان عن متوسط الاجور ومعدل التغير فى الوظائف ومعدل البطالة فى البلاد. ورغم المخاوف من مستقبل البريكسيت كان سوق العمل البريطانى قويا وارتفعت الاجور فى البلاد الى رقم قياسى 4.0% وظل معدل البطالة ثابتا عند 3.8% وفى الفترة الاخيرة يتفاعل الجنيه الاسترلينى بقوة مع أى تطورات لملف البريكسيت مع رد فعل محدود لنتائج البيانات الاقتصادية مهما كانت أهميتها. لان الوضع الاقتصادى ككل سيتغير فى حال خرجت البلاد بدون أتفاق. ولا يزال هناك أسبوع حاسم بالنسبة للجنيه الإسترليني. فحتى لو تم عقد صفقة مع الاتحاد الأوروبي ، فيجب أن يتم الموافقة عليها من جانب برلمان المملكة المتحدة المنقسم بشدة. ونتوقع أن يمدد الجنيه الإسترليني مكاسبه إذا أقر البرلمان يوم السبت القادم صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
فى نفس اليوم. سيصدر مؤشر ZEW لمعنويات الاقتصاد الالمانى. ويتم إصدار هذا المسح الاستطلاعى لنحو 300 محلل ومستثمر في وقت مبكر من الشهر ويراقبه صانعو السياسة بكل أهتمام. وبعد عدة أشهر من التدهور السريع فى نتائجه ، تم الاعلان عن أرتفاع المعنويات الاقتصادية بشكل مفاجىء لشهر سبتمبر بارتفاع إلى قراءة 22.5 نقطة. ومع ذلك ، فإن القراءة السالبة للمسح تمثل التشاؤم. ومن المرجح وجود نتيجة مماثلة لشهر أكتوبر.
يوم الاربعاء: سيكون مميزا بالاعلان عن أرقام التضخم فى كلا من بريطانيا ومنطقة اليورو وكندا. ومن الولايات المتحدة أرقام مبيعات التجزئة وهى أحدى أدوات قياس التضخم ايضا. وبالنسبة للتضخم فى بريطانيا مؤشر أسعار المستهلك الرئيسي يحوم حول هدف بنك أنجلترا البالغ 2٪ في الأشهر الماضية. ومع ذلك ، انخفض التضخم السنوي إلى 1.7 ٪ في أغسطس. وهو ما قد يؤثر على توقعات رفع الفائدة فى بريطانيا من جانب بنك أنجلترا تحت قيادة مارك كارنى. وبالنسبة للتضخم فى منطقة اليورو لايزال بعيدا جدا عن هدف البنك المركزى الاوروبى ويتوقع له الاستقرار بدون تغير.
وبالنسبة لارقام مبيعات التجزئة الأمريكية. يستمد الاقتصاد الأمريكي قوته من الاستهلاك خاصة فى ظل معاناة قطاعى الاستثمار والتصنيع بسبب الحرب التجارية مع الصين. وفى أخر أصدار أرتفعت المبيعات الرئيسية بنسبة 0.4٪ ، وبقيت المبيعات الأساسية ثابتة بنسبة 0.3٪. أي نتائج أضعف قد تؤثر سلبا على الدولار الامريكى.
يوم الخميس: أرقام الوظائف الاسترالية. ورغم النزاع التجارى ما بين الولايات المتحدة الامريكية والصين والذى يؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد الاسترالى. الا أن الوظائف الاسترالية وسوق العمل بشكل عام ظل قويا. تمتعت أستراليا بتوفير المزيد من فرص العمل. وقد سجل التغير في التوظيف الاسترالى ما مجموعه 34.7 ألف في شهر أغسطس ، ومن المحتمل حدوث زيادة أكثر اعتدالًا في الأرقام لشهر سبتمبر. وبلغ معدل البطالة فى البلاد نسبة 5.3 ٪ ومن المتوقع ان يظل بدون تغيير.
فى نفس اليوم. أرقام الاسكان الامريكية والتى لم تتأثر كثيرا بالحرب التجارية العالمية وظلت تظهر أرقاما أيجابية وفى أخر أصدار زادت تصاريح البناء 1.43 مليون منزل وفى هذا الاصدار يتوقع ان تسجل 1.34 مليون منزل وتعتبر هذه التصاريح مؤشر قيادي للسوق العقاري الامريكى. وتشير قوة النشاط في القطاع العقاري إلى أن صناعة الإنشاء متعافية وأن المستهلكين بحوزتهم رأس المال لصنع استثمارات كبيرة. وبالنسبة لبدايات الاسكان شهدت ايضا ارتفاعا فى أخر أصدار الى 1.36 مليون منزل ويتوقع الان ان تسجل 1.32 مليون منزل.
مؤشر فلادليفيا الصناعى الامريكى وقد سجل رقم قياسى فى أخر أصدار الى 12.0 ويتوقع له الان ان يسجل 7.3 وهذا البيان يحدد أوضاع العمل العامة لرجال الصناعة في فيلادلفيا. يتم استخراج هذا المؤشر من مسح يتم فيه استجواب عدد من الناس عن نسبة مستوى نشاط قطاع الأعمال بشكل عام، بحيث يجيبون بأنه في "تزايد " أو "تناقص" أو "بدون تغيير". وعلى الرغم من أن هذا المسح مقصور على رجال الصناعة في ولاية فيلادلفيا فقط، إلا أنه تجار العملة يراقبونه عن كثب لأن البنك الفيدرالي في ولاية فيلادلفيا ينشر هذا المؤشر قبل تقارير اقتصادية أساسية أخرى عن القطاع الصناعي بأسابيع (مثل تقرير الإنتاج الصناعي ومؤشر ISM للقطاع الصناعي).
يوم الجمعة: سيكون التركيز على بيانات الصين وسيكون أبرزها الناتج المحلي الإجمالي. ويعلن ثاني أكبر اقتصاد في العالم عن أرقام الناتج المحلي الإجمالي بعد أقل من ثلاثة أسابيع من نهاية الربع. بينما يشكك الكثيرون في دقة الأرقام ، الا أن الاسواق المالية تتفاعل مع نتائجها. وقد تباطأ النمو الاقتصادى الصيني إلى 6.2 ٪ على أساس سنوى ، وذلك تمشيا مع توقعات الحكومة. ويتوقع الان أنخفاض أقل من نسبة 6 ٪ وهو ما يزيد من نظرة التشاؤم تجاه مستقبل النمو الاقتصادى العالمى.
وفى نفس الوقت سيتم الاعلان عن معدل الانتاج الصناعى. وقد تعرض قطاع التصنيع الصينى الهام لانتكاسة مستمرة مع طول أمد النزاع التجارى مع الولايات المتحدة الامريكية وتراجع الى قراءة 4.4% فى أخر أصدار ويتوقع له الان ارتداد الى قراءة 5.0% ولكن لايزال فى مستويات تؤكد مدى تأثر الاقتصاد الصينى الذى يعتمد على التصنيع والصادرات بحرب التعريفات الجمركية مع الولايات المتحدة الامريكية.
خلال جلسة تداول الجمعة لايتوقع أصدار أى بيانات أقتصادية أمريكية هامة.