الاسبوع الماضى كان ذات أهمية كبيرة لمتداولى العملات الفوركس. حيث تم الاعلان عن السياسة النقدية لعدد من البنوك المركزية العالمية وكان فى المقدمة أعلان بنك الاحتياطى الفيدرالى الامريكى حيث قام البنك بخفض معدلات الفائدة الامريكية بواقع ربع نقطة أضافية كما كان متوقعا. ورغم ضبابية بيان سياسة البنك وما ورد فى تصريحات مسؤول البنك الاول جيروم باول الا أن الاسواق تتوقع خفض أخر مرة على الاقل قبل نهاية العام الجارى. وفى نفس الوقت يرى بعض الاقتصاديين بأن استئناف التسهيلات الكمية قد يكون ضروريًا فى حال زادت المخاطر على الاقتصاد الامريكى. وشهدنا الاعلان عن سياسة كلا من البنك المركزى اليابانى والبنك المركزى السويسرى مع الابقاء على السياسة النقدية بدون تغيير بالفائدة السلبية والتأكيد على الاستعداد لمزيد من تخفيف السياسة النقدية والتدخل فى سوق صرف العملات لدعم أقتصادهما. وبالنسبة لبنك أنجلترا حدد مصير سياسته النقدية بمصير البريكسيت فالخروج بأتفاق وهدوء المخاوف قد يدعم تشديد سياسته والعكس بالعكس فى حال خرجت البلاد بدون أتفاق.
خلال تعاملات الاسبوع شهدنا أرتداد صعودى للدولار الامريكى مقابل العملات الرئيسية الاخرى بعد خسائره الاخيرة وسط ترقب حذر من المستثمرين لجولة المفاوضات التجارية بين أكبر أقتصادين فى العالم من جديد. وبنهاية تعاملات الاسبوع فوجئنا بأرتفاع للملآذات الآمنة بقيادة الين اليابانى والذهب وسط تجدد المخاوف من فشل جولة المحادثات الامريكية- الصينية بعد قيام الوفد الصينى وبشكل مفاجىء ألغاء لقاؤه بالمزارعيين الامريكيين وبدون أبداء أسباب لما حدث.
الجنيه الاسترلينى حصل على دعم قوى مع تجدد التفاؤل بأمكانية تجنب خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبى بدون أتفاق. خاصة بعد الاجتماع الاخير بين رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون ورئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر والذى قال بأن مسؤولي الاتحاد الأوروبي ربما يكونون متحمسين لأفكار الحكومة البريطانية بشأن المقترحات البديلة لما يسمى بدعم إيرلندي شمالي في اتفاقية البريكسيت.
فى العرض التالى سنلقى الضوء على أهم البيانات والاحداث التى تهم متداولى الفوركس:
يوم الاثنين: ستكون البداية من منطقة اليورو حيث سيتم الاعلان عن مؤشرات مديرى المشتريات لقطاعى الصناعة والخدمات لاقتصادات منطقة اليورو. وبشكل عام يظل القطاع الصناعى يتأثر سلبا من أستمرار الحرب التجارية العالمية والتى دفعت القطاع الهام الى الانكماش لما دون مستوى ال 50 وحسب معطيات المؤشر تفصل ما بين النمو والانكماش. ويظل قطاع الخدمات الهام ايضا محتفظا بقوته وفى حال تعرض لانتكاسة سيزيد الضغط على اليورو كثيرا. وبسبب ضعف نتائج المؤشر بلغت معنويات الشركات الالمانية أدنى مستوى لها منذ أكتوبر 2014 بسبب تزايد المخاوف الاقتصادية.
يوم الثلاثاء: سيتم الاعلان عن مؤشر IFO لمناخ الاعمال الالمانى وبما أن أكبر أقتصاد فى منطقة اليورو يعانى من الحرب التجارية العالمية سيظل مناخ الاعمال فى تراجع. مع توقعات بقراءة 94.5 من 94.3 فى السابق. ومن الولايات المتحدة الامريكية سيتم الاعلان عن ثقة المستهلك الامريكى التوقعات تشير الى تراجع الثقة فى هذا الاصدار الى قراءة 134.1 من مستوى مرتفع 135.1 فى السابق. وبشكل عام لاتزال ثقة المستهلك هى الاقوى تاريخيا على الرغم من الصراع مع الصين فى ظل سوق عمل قوى وتزايد وتيرة الانفاق.
يوم الاربعاء: الاعلان عن محضر السياسة النقدية للبنك المركزى اليابانى ومع تمسك البنك بسياسته النقدية التحفيزية بفائدة سلبية لن يكون للاعلان عن مضمون المحضر أى رد فعل قوى على أداء الين اليابانى. وبعد ذلك سيعلن بنك الاحتياطى النيوزلندى عن قرار الفائدة وسط توقعات بأن البنك قد يبقى على معدل الفائدة 1.00% بدون تغيير مع التأكيد على أنه مستعد لتخفيف سياسته فى حال زادت المخاطر على الاقتصاد. المعدل حاليا عند مستوى قياسى منخفض. وخلال جلسة الدورة الامريكية سيتم الاعلان عن أرقام مبيعات المنازل الامريكية الجديدة وسط توقعات بأستمرار الزيادة الى 652 الف منزل من الاصدار السابق 635 الف وبشكل عام لايزال سوق الاسكان الامريكى يتميز بالقوة.
يوم الخميس: سيكون التركيز على البيانات الاقتصادية الامريكية وأبرزها معدل نمو الناتج المحلى الاجمالى للبلاد وسط توقعات بأستقرار النمو حول 2.0% بدون تغيير وكذلك مؤشر أسعار الناتج المحلى الاجمالى حول 2.4% . لايزال البنك المركزى الامريكى متفائل من مستوى نمو أقتصاد البلاد وأبدى أستعداده الدائم للتصرف حسب الاقتضاء للحفاظ على النمو الاقتصادى للبلاد والذى شهد أطول فترة نمو على الاطلاق.
بعد البيانات الامريكية. سنكون على موعد مع تصريحات لحاكم البنك المركزى الاوروبى ماريو دراجى. وحاكم بنك أنجلترا مارك كارنى.
يوم الجمعة: سيكون الاهتمام الاكبر بالاعلان عن حزمة من البيانات الاقتصادية الامريكية مع الاعلان عن المؤشر المفضل لبنك الاحتياطى الفيدرالى لقياس التضخم فى البلاد أسعار نفقات الاستهلاك الشخصى ومتوسط الانفاق والدخل للمواطن الامريكى. وأرقام طلبيات السلع المعمرة.
ومع التوضيح لاهم ما سيتم الاعلان عنه هذا الاسبوع لابد فى الاخذ بالاعتبار بأن ما سيؤثر على السوق ايضا تطورات المحادثات التجارية ما بين الولايات المتحدة الامريكية والصين وملف البريكسيت.
