انشغلت الأسواق بالحديث عن الركود والمخاوف منذ أن انقلبت عوائد السندات الحكومية لعشر سنوات ولسنتين قليلاً يوم الأربعاء. منحى العوائد المنقلب يعتبر منذ فترة طويلة بأنه نذير على الركود، والأسواق تفاعلت مع ذلك بشكل مباشر، مع تراجع أسواق الأسهم العالمية وحتى سوق البتكوين على خلفية هذه الأخبار. ولكن، شكل السوق يوم الخميس صورة مختلفة بشكل واضح، صورة تطرح تسائل بشأن ما إن كان هناك ركود وشيك فعلاً.
البيانات الصادرة عن وزارة التجارة يوم الخميس تظهر مبيعات تجزئة قوية في الولايات المتحدة خلال شهر يوليو، في مؤشر على أن الإقتصاد الأمريكي ربما لا يكون بالضعف الذي يضنه المحللين. زادت مبيعات التجزئة بنسبة 0.7% في شهر يوليو، متخطية توقعات محللي رويترز بزيادة بنسبة 0.3%. زادت مبيعات التجزئة خلال شهر يوليو بنسبة 3.4% مقارنة بنفس الشهر من العام السابق.
بيرنارد بوامهول، الإقتصادي العالمي في مجموعة "التوقعات الإقتصادية"، قال لموقع MarketWatch بأنه يعتد أن سلوك المستهلك سوف يكون مؤشر أقوى بشأن ما إن كان هناك ركود أم لا، مقارنة بمنحنى العوائد. ويقول بوامهول بأن الوضع الإقتصادي الحالي ومنحنى العوائد المنعكس مختلفة عن الحالات السابقة بسبب مشتريات الديون السيادية من قبل البنوك المركزية منذ العام 2008، وقللت من عوائد الخزينة الأمريكية. ولكن، يشعر بوامهول بالقلق من أن الحرب التجارية الأمريكية-الصينية قد تؤدي إلى الركود. ويضع احتمالية الركود الأمريكي خلال العامين القادمين عند 30%، فيحين يضعها العديد من المحللين عند 40% في توقعاتهم للركود.
البيانات الإيجابية لم تكن كافية لعكس الرأي الواسع بأن البنك الفدرالي سوف يطبق رفع آخر على معدلات الفائدة في سبتمبر. كما أنها لم تكن كافية لإلغاء الخسائر السوقية الحادة التي شهدها وول ستريت يوم الأربعاء. حقق مؤشر S&P500 مكاسب بنسبة 0.25% خلال اليوم، في حين تقدم مؤشر دو جونز الصناعي بنسبة 0.09%. تبعت الأسواق الآسيوية ما حدث في وول ستريت، وتداولت بشكل مختلط صباح الجمعة. تقدم مؤشر هانج سينج بنسبة 0.63% عند الساعة 11:33 بتوقيت هونج كونج بعد أن أعلن الرئيس كاري لام عن حزمة تحفيز جديدة يوم الأربعاء. تقدم مؤشر نيكي 225 الياباني بنسبة 0.09%. في المنطقة الحمراء، تراجع مؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية بنسبة 0.88% ومؤشر ASX200 الأسترالي تراجع بنسبة 0.08%.