أستمرار الحرب التجارية العالمية والتى تقودها الولايات المتحدة الامريكية والصين أكبر أقتصادين في العالم وكما كان متوقعا من جانب المؤسسات والبنوك العالمية أدت الى تباطؤ النمو الاقتصادى العالمى وبدأت البشائر أولا مع أعلان الصين عن تباطؤ النمو الاقتصادى للبلاد الى أدنى مستوى له منذ 26 عاما تقريبا. وبنهاية الاسبوع الماضى تم الاعلان عن بدء تباطؤ نمو الناتج المحلى الإجمالي الامريكي بعد سلسلة تسجيل نمو أقوى بأطول فترة في تاريخ الولايات المتحدة. هذا الاداء دفع البنوك المركزية العالمية في البدء بخفض معدلات الفائدة لمواجهة تبعات هذا التباطؤ خاصة مع أستمرار طرفي الحرب في التهديد بفرض المزيد من التعريفات الجمركية مما يؤكد للاسواق المالية وللمستثمرين بأن التوصل لحل بين الجانبين لن يكون بالامر السهل. خاصة وأن ترامب كثيرا ما يتفاوض وفي نهاية الامر يزيد من التعريفات وهذة المرة سيكون الاجراء صارما فأن الدفعة الاخيرة من الرسوم الامريكية تعنى فرض تعريفات جمركية على كامل الواردات من الصين.
وفي تحول مفاجىء لسياسة بنك الاحتياطى الفيدرالى بالتخلى عن مسار تشديد السياسة والبدء في التخفيف بالتلميح على أمكانية خفض معدلات الفائدة الامريكية لمواجهة تعبات المخاطر الخارجية والتى بدأت تؤثر على قطاعات الاقتصاد الامريكي. توقعت الاسواق بأن يقوم البنك بخفض الفائدة عندما يجتمع أعضاء سياسته بنهاية الاسبوع الجارى. وبعد ذلك سيتم الاعلان عن أرقام الوظائف الامريكية الهامة. البيانات الاقتصادية والاحداث هذا الاسبوع سيكون لها مردود هام ومؤثر على تحركات وأداء سوق العملات الفوركس. وفي العرض التالي سنلقى الضوء على أهم تلك البيانات والاحداث:
- البداية ستكون هادئة وتتسم بالحذر والترقب وأبرز بيانات الاثنين مبيعات التجزئة اليابانية. ومن بريطانيا الاعلان عن موافقات الرهن العقاري وصافي الاقراض الى الافراد والمعروض النقدي وفي وقت متأخر من اليوم تصاريح البناء النيوزلندية. هذة البيانات ذات أهمية ضعيفة ولن تتفاعل الاسعار مع نتائجها فكل التركيز سيكون على سياسة الاحتياطى الفيدرالى وأرقام الوظائف الامريكية.
- يوم الثلاثاء: ستبدأ المفكرة الاقتصادية بالامتلاء والبداية ستكون من اليابان مع الاعلان عن معدل البطالة والانتاج الصناعي. ومن أستراليا موافقات البناء. وأبرز بيانات هذا اليوم أعلان البنك المركزى اليابانى عن سياسته النقدية وسط توقعات قوية بأن يبقى البنك معدل الفائدة حول المعدل السلبى بدون تغيير والتعهد بأستمرار تحفيز الاقتصاد اليابانى الذى تأثر سلبا من أستمرار الحرب التجارية العالمية. ومن الولايات المتحدة الامريكية سيتم الاعلان عن مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصى وهو مقياس التضخم المفضل لبنك الاحتياطى الفيدرالى. ثم الاعلان عن مؤشر ثقة المستهلك الامريكي وسط توقعات بأستمرار قوة الثقة لدى المستهلك الامريكي حيث لايزال سوق العمل للولايات المتحدة قويا.
- يوم الاربعاء: سيتم الاعلان عن الحدث الاهم لهذا الاسبوع وهو قرار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالى الامريكي والتوقعات الاقوى بأن يقوم البنك بخفض معدل الفائدة بمقدار ربع نقطة فقط من المعدل 2.50% الى 2.25% كخطوة أولى من البنك لتحفيز الاقتصاد الامريكي الذى بدأ يتأثر سلبا بالتطورات الخارجية وخاصة أستمرار النزاع التجاري الامريكي مع الاقتصادات العالمية. توقعات خفض معدل الفائدة بمقدار نصف نقطة لاتزال ضعيفة. وسيكون لمضمون بيان سياسة البنك وتصريحات حاكمه جيروم باول أهمية خاصة حيث أن الاسواق تريد أن تعرف من البنك ومسوؤليه هل الخفض الاول منذ 10 سنوات لانعاش الاقتصاد وأن مرات الخفض القادمة ستكون في موعد بعيد. الاشارة الى أستمرار خفض الفائدة الامريكة فيما تبقى من عام 2019. سيدعم خسائر أقوى للدولار الامريكي مقابل العملات الرئيسية الاخرى وينعش أسعار السلع وسيكون لدى الذهب الفرصة الاكبر لاختبار مستويات أقوى.
وقبيل هذا الحدث الهام سيتفاعل سوق العملات الفوركس بالاعلان عن مؤشر مديري المشتريات الصناعى الصينى وسط توقعات بأنتعاش طفيف لاهم قطاعات الاقتصاد ولكن لايزال في منطقة الانكماش. ومن أستراليا سيتم الاعلان عن مؤشر أسعار المستهلك وسط توقعات بأرتفاع التضخم في البلاد وفي الشهرين الماضيين على التوالى قام بنك الاحتياطى الاسترالى بخفض معدلات الفائدة لدعم الاقتصاد الاسترالى الذى تأثر سلبا بالحرب التجارية العالمية فالصين أكبر شريك تجارى للبلاد ويتأثر به كثيرا. ومن منطقة اليورو سيتم الاعلان عن أرقام التضخم في المنطقة ومن المتوقع عودة مؤشر أسعار المستهلك الى الانخفاض من جديد حيث علل البنك الارتفاع الاخير في مستويات التضخم الى عوامل مؤقتة قد تزول أثارها سريعا. ومن الولايات المتحدة الامريكية أولى أرقام الوظائف الامريكية ADP للتغير في أعداد الوظائف الغير زراعية في البلاد والتوقعات تشير الى زيادة الوظائف بقوة الى 150 الف وظيفة جديدة بدلا من 102 الف فقط تم تسجيلها الشهر الماضى.
- يوم الخميس: سيظل سوق العملات يتأثر بما تم الاعلان عنه من سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في اليوم السابق. ثم التفاعل مع الاعلان عن مؤشر مديرى المشتريات الصناعى كايكسن الصينى وكما سيحدث مع البيان الرسمى أنتعاش طفيف ولكن لايزال في منطقة الانكماش. ومن بريطانيا سيعلن بنك أنجلترا عن سياسته النقدية وسط توقعات قوية بأن يبقى البنك على معدل الفائدة 0.75% وخطة شراء الاصول التى تقدر ب 435 مليار جنيه استرلينى كما هى بدون تغيير. تصويت أعضاء سياسة البنك على خطط البنك يتوقع أن تكون بالاجماع. وكما كان في الاجتماعات الاخير سيظل البنك في موقف الترقب وعدم تحريك سياسته لحين الوقوف على مستقبل البريكسيت والذى لايزال غامضا حتى مع الاعلان عن خليفة تيريزا ماى. بوريس جونسون المثير للجدل والذى لا يستعبد خروج البلاد من الاتحاد الاوروبى بدون صفقة. من الولايات المتحدة الامريكية سيتم الاعلان عن مؤشر ISM مؤشر مديرى المشتريات الصناعى.
- يوم الجمعة: كل التركيز سيكون على الاعلان عن أرقام الوظائف الامريكية الرسمية وسط توقعات ببدء ضعف أرقام الوظائف فالتوقعات تشير الى أن الاقتصاد الامريكي قد ينجح في أضافة 160 الف وظيفة فقط من 224 الف وظيفة تم تسجيله في الشهر السابق ويتوقع لمتوسط الاجور في الساعة البقاء حول نسبة 0.2% بدون تغيير وسيظل معدل البطالة الامريكية حول نسبة 3.7% بدون تغيير وكان قد أرتفع من نسبة 3.6% في الشهر السابق. وعلى الرغم من ذلك لايزال سوق العمل الامريكي قويا وكثيرا ما تباهى بنك الاحتياطى الفيدرالى بقوة سوق العمل والذى كان ركيزته للاقدام على رفع معدل الفائدة الامريكية أربع مرات خلال عام 2018. نتائج الوظائف الامريكية سترسم صورة أغلاق تعاملات الدولار الامريكي مقابل العملات الرئيسية الاخرى وسيعطى أنطباع لما ستكون عليه التعاملات الاسبوع التالى. مع أعلان بنك الاحتياطى الفيدرالى وأرقام الوظائف معا ستكون الصورة أكثر وضوحا لمستقبل أكبر أقتصاد في العالم.