انخفضت أسعار النفط الخام بعدما استأنفت الولايات المتحدة الأمريكية بعضاً من انتاج النفط بخليج المكسيك، وذلك بعد انحسار العاصفة المدارية باري والتي ضربته في بداية الأسبوع، لتعود المخاوف من جديد حول فائض المعروض، خاصة مع توقع زيادة إنتاج النفط الصخري الأمريكي إلى مستويات قياسية .
ويأتي هذا بعد أن اضطر كبار منتجي النفط على وقف إنتاجهم بخليج المكسيك لتغلق 42% من المنصات البحرية هناك وينخفض الإنتاج بنسبة 72% في نهاية الأسبوع الماضي وبداية هذا الأسبوع، على خلفية اقتراب عاصفة باري من الفئة الأولى، ولكن عند اقترابها من اليابسة تحولت إلى عاصفة مدارية، لتنحسر المخاوف بشأنها وتعود المنصات للعمل بالتدريج، وقد يستغرق عودة كامل الإنتاج عدة أيام لحين عودة العمال بعد إجلائهم عن المنطقة .
ويأتي هذا في الوقت الذي يترقب فيه المستثمرون بحذر التطورات الاقتصادية التي تحدث في العالم حولهم، بعد خروج بيانات صينية بالأمس أكدت على تباطوء النمو الاقتصادي للربع الثاني من العام بأسرع وتيرة له منذ 27 عاماً ليصل إلى 6.2% رغم أنه جاء مطابقاً للتوقعات، وما خفف من وطأة هذا الحدث ظهور بيانات أخرى أظهرت ارتفاعات بمبيعات التجزئة والاستثمارات في الأصول الثابتة مع زيادة الإنتاج الصناعي بشكل يفوق التوقعات .
ومن التوقع أن تظهر اليوم نتائج مبيعات التجزئة بالولايات المتحدة الأمريكية، وهي ما سيترجمه صانعي القرار النقدي بالولايات المتحدة لسياسة نقدية قادمة مع زيادة التوقعات بانخفاض أسعار الفائدة في نهاية الشهر الجاري .
ومع تصاعد النزاعات التجارية بين قطبي الاقتصاد العالمي الولايات المتحدة والصين، وزيادة التوترات بمنطقة الشرق الأوسط وإيران تحديداً، مما خلق اضطراباً في أسواق النفط بشكل عام حتى تتضح الرؤية في الأيام القادمة .
فزيادة النمو الاقتصادي العالمي يعني زيادة الإنتاج ليتصاعد استهلاك الوقود ليزيد الطلب على النفط، ولكن ذلك ليس بالأمر السهل فهو يتطلب أولاً استقرار سياسي وإجراءات نقدية تحفيزية من كبرى الدول الاقتصادية .
وبحلول الساعة 9:00 بتوقيت جرينتش ارتفعت أسعار النفط الخام بشكل طفيف بنسبة 0.34% ما يعادل 0.19 نقطة ليستقر عند سعر 59.62 دولار للبرميل الواحد، بينما هبط خام غرب تكساس (WTI Crude Oil) بنسبة بلغت -0.05% ما يعادل -0.03 نقطة ليستقر عند سعر 59.55 دولار للبرميل الواحد، وانخفض أيضاً خام برنت القياسي (Brent Crude) بنسبة -0.09% ما يعادل -0.06 نقطة ليستقر السعر عند 66.44 دولار للبرميل .
وانخفض الغاز الطبيعي (Natural Gas) بنسبة -0.66% ما يعادل -0.02 نقطة ليستقر عند سعر 2.39 دولار .
الغاز الطبيعي يبدو أنه يستسلم للضغط السلبي
بعد محاولات الغاز الطبيعي تصحيح الاتجاه الرئيسي الهابط على المدى المتوسط والقصير بارتفاعات قصيرة الأمد، بدأها عند تسجيله لقاع جديد في مستوى السعر 2.15 يوم 20 يونيو (حزيران) الماضي .
واستمر ارتفاع السعر حتى اصطدم بمقاومة خط ميل رئيسي هابط على المدى القصير مثلما ما هو مشار إليه بالرسم البياني المرفق لفترة (يومي)، وقد تزامن ذلك مع ملامسته أيضاً لمقاومة المتوسط المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة، وما زاد على قوة تلك المنطقة وصول مؤشرات القوة النسبية لمناطق شديدة التشبع بعمليات الشراء، وبشكل مبالغ فيه مقارنة بحركة السعر، مما أدى إلى ثبات مستوى المقاومة 2.45 .
ليرتد منه السعر انخفاضاً بتداولاته الأخيرة على المستويات اللحظية، ويبدو أنه عازم على المزيد من الانخفاض طيلة ثبات تلك المقاومة، ليستهدف أولى مستويات الدعم 2.28، ليستهدف بعدها في حالة كسره مستوى الدعم المهم 2.15 مرة أخرى .
أما في حالة أن صعد الغاز الطبيعي ونجح باختراق مستوى المقاومة القوي 2.45، فذلك من شأنه إعلان رسمي بالدخول في موجة تصحيحية صاعدة على المدى القصير وليفتح الباب أمام المزيد من الارتفاعات .