سوف يركز المتداولين في الأسواق المالية العالمية هذا الأسبوع على اللقاء المرتقب في البنك المركزي الأوروبي وتقييمهم حول TLTROs (الخيارات المستهدفة لإعادة التمويل على المدى الطويل)، حيث أن الموعد النهائي الأول يقترب من نهايته.
TLTROs هي آلية البنك المركزي الأوروبي التي توفر الاعتمادات للمؤسسات المالية لمدة 4 سنوات كحد أقصى. المبلغ الإجمالي المخصص في عام 2016 و 2017 كان 739 مليار يورو. الهدف الرئيسي هو تسهيل ظروف القطاع المصرفي الخاص من أجل تحفيز الإقراض.
من المتوقع أن يكون البنك المركزي الأوروبي أكثر تحديدًا بشأن متى أو بكم سوف يتمكن المستفيدين من إعادة تمويل قروضهم. إذا كانوا يفضلون إعادة التمويل، فمن المتوقع أن تتفاعل الأسواق بطريقة سلسة. هذا هو السيناريو الأكثر احتمالا وفقا لخبراء السوق. ووفقا لرويترز، ومن المتوقع أن يعطي البنك الأوروبي المركزي لبنوك الاتحاد الأوروبي قروض جديدة طويلة الأمد للحفاظ على تدفق الائتمان في جميع أنحاء المنطقة، على أمل أن القروض سوف تبقي الشركات قائمة ولن تفاقم الركود الاقتصادي الحالي.
تشير الأدلة إلى أن عمليات إعادة التمويل طويلة الأجل نجحت حتى الآن، حيث فضلت البنوك الأوروبية التوسع في الائتمان في العام الماضي. أظهرت الدراسات الاستقصائية الأخيرة تفضيلها لإقراض الأموال للشركات الصغيرة وتخفيف شروط الائتمان. ويركز المتداولين على هذه القروض الآن، حيث أنه عندما يكون المتبقي من القروض المستحقة غير المسددة هو أقل من عام واحد، سوف يكون لدى المقترضين حوافز أكبر لسداد القروض للبنك المركزي الأوروبي، ما من شأنه أن يقلص الميزانية العمومية للبنك المركزي ويجبر البنوك على إيجاد تمويل أكثر كلفة. في الواقع، عندما تقترب المواعيد النهائية، تعود البنوك إلى نهج أكثر تحفظاً نحو إقراض المال في الاقتصاد الحقيقي، حيث أن الحافز على تسديد القروض هو الآن أعلى. علامة كبيرة على هذا هو تراجع نمو إقراض الشركات في يناير. إن توفير التمويل بأسعار معقولة سيحل هذه المشكلة. قد يكون القرار المتعلق بـ TLTRO الجديد في 7 مارس، أو حتى يونيو.
بالروح نفسها، تحدث عدة أحداث هامة في الأسابيع القادمة. أحدهما هو مصير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث يجتمع البرلمان البريطاني الأسبوع المقبل ويصوت ثلاث مرات حول احتمال رحيل المملكة المتحدة عن منطقة اليورو. الآخر هو نتيجة المفاوضات بين الولايات المتحدة والصين والتي قد تعني نهاية حرب التجارة الحالية. تتوقع صحيفة "وول ستريت جورنال" أن يتوصل الطرفان إلى اتفاق بحلول 27 مارس رغم أن الرئيس ترامب يرسل إشارات متضاربة بعض الشيء في الوقت الذي يهدف فيه إلى إعادة الانتخاب في عام 2020.