الإضطرابات في الأسواق الناشئة، بما في ذلك تراجع العملات و تدفقات رأس المال إلى الخارج، أدت إلى إطلاق محادثات بشأن تبني العالم المالي العالمي لأدوات توفر الدعم المالي الطارئ. بشكل متزايد، النقاشات ضمن الإسلام المالي ركزت على توسعة الأدوات الهادفة لتطبيق بعض الممارسات ضمن التمويل المسؤول – مثل حوكمة الشركات والحوكمة الإجتماعية و البيئية – و التي لها أثر و تعمل على تحسين النتائج المالية.
مع إزدياد تقلبات العملات في الأسواق الناشئة، فإن المنظمات الدولية مثل صندوق النقد الدولي بدأ دراسة أدوات قصيرة الأجل لدعم هذه الأسواق التي تتعرض عملاتها للضغط و لكن لها إقتصادية صحية من الناحية الأساسية. كما أعلن صندوق النقد الدولي العام الماضي بأنه سوف يبدأ بتطبيق أفضل الممارسات من التمويل الإسلامي في مراقبة القطاعات المالية. من خلال إدراك التركيز طويل الأجل للتمويل المسؤول و قيمة التمويل الإسلامي في التقليل من المديونية المفرطة، فإن المنظمات الدولية تدرك القيمة التي يأتي بها التمويل الإسلامي على الأمور قصيرة و طويلة الأجل في الأسواق الناشئة.
في هذه الأثناء، فإن التمويل التقليدي المسؤول لديه دور كذلك من خلال توسعة كاملة للتوعية إلى الأسواق الناشئة، حيث حتى اليوم، حقق التمويل الإسلامي نمواً كبيراً. من خلال دمج طرق التمويل الإسلامي بطرق التمويل التقليدي المسؤول، فإن منافع التمويل المسؤول يمكن أن تقدم إلى الأسواق التي لجها حاجة لمستثمرين مدفوعين بالتأثير. النمو في التمويل المسؤول سوف يدعم الجهود الأخرى لتحقيق المزيد من الإستقرار في العالم المالي الذي يشهد تقلبات متزايدة.
قمة التمويل المسؤول التي إستضافها بنك نيجارا ماليزيا، و التي نظمتها مؤسسة RFI بالتعاون مع Middle East Global Advisors، تهدف إلى الإستفادة من نمو التمويل الإسلامي في الأسواق الناشئة و التناغمات الموجودة بين التمويل الإسلامي و التمويل المسؤول عالمياً.
من خلال دمج الطريقتين معاً، فإن القمة سوف تعمل على توسعة التمويل المسؤول بجميع أشكاله لتسهيل الإسثمار طويل الأجل في القطاع الخاص في الأسواق الناشئة. من خلال القيام بذلك، يمكنها أن تدعم مناطق التمويل التي تركز على القيمة طويلة الأجل بدلاً من التأرجحات قصيرة الأجل و التي تساهم في تقلبات تدفق رأس المال للداخل و التدفقات للداخل التي فصلت عن الأداء الإقتصادي.
وضع "بليك جود" المدير التنفيذي لمؤسسة RFI قائلاً: "دمج الحوكمة البيئية و المجتمعية و حوكمة الشركات في تحليل الإستثمار قد يزرع مصادر أكثر صبراً و إستقراراً لرأس المال. مع ظهور التمويل الإسلامي بشكل كبير من الأسواق الناشئة، فإن من المهم عملياً أن تقوم بتشجيع الطرق التي تعمل كمحماية ضد الإضطراب قصير اللأجل الذي تواجهه هذه الدول اليوم".