خلال ال 11 ساعة المتبقية لليونان للبقاء في منطقة اليورو، عرض رئيس وزراء الحكومة اليونانية الكسيس تسيبراس تلبية معظم المطالب التي تقدم بها الدائنون في مقابل خطة انقاذ قدرها 53.5 مليار يورو (59.4 مليار دولار).
لقد ارتفعت مؤشرات عقود الأسهم الآجلة الأوروبية والأمريكية يوم الجمعة بعد تقديم الاقتراح إلى المؤسسات الدائنة في وقت متأخر من يوم الخميس. ولقد عكست حزمة تخفيضات الإنفاق والادخار التقاعدي وزيادة الضرائب تقريباً الحزمة المقترحة من قبل الدائنين يوم 26 يونيو، وهو الأمر الذي رفضه الناخبون اليونانيون في استفتاء 5 يوليو. وسوف تواجه أول عقبة لها في البرلمان اليوناني يوم الجمعة.
وعلى الرغم من أن تسيبراس تنازل عن أرض الواقع، إلى أنه قال بانه يصر على أنه هناك حاجة لأن تكون الديون طويلة الأجل أكثر قابلية للإدارة وذلك للسماح اليونان بالتعافي من الأزمة التي أدت إلى محي ربع اقتصادها. ولدى تسيبراس قاعدة دعم متزايد التي تضم الولايات المتحدة ورئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك وصندوق النقد الدولي.
ولقد قال جاكوب كيريجارد، وهو زميل بارز في معهد بيترسون في واشنطن، متطرقاً إلى التنازلات المقترحة مثل الإسراع في إصلاح نظام المعاشات التقاعدية بداية العام المقبل: "لا شك بأننا قريبون الآن من التوصل إلى اتفاق أكثر من أي وقت مضى، وذلك لأن تسيبراس خضع في نهاية الأمر."
هناك تفاؤل سائد في الأسواق بأن الصفقة وشيكة. لقد ارتفع اليورو بنسبة 0.7% الى مستوى 1.1110 $ الساعة 8:36 في فرانكفورت. ولقد تراجعت عوائد السندات الحكومية الايطالية لمدة 10 سنوات إلى أدنى مستوى لها في خمسة أسابيع، في حين ارتفعت مؤشرات السندات الألمانية لمدة 10 سنوات ومؤشرات منطقة اليورو مع تراجع المستثمرين من السلامة المرتقبة.
مخاطر الاتفاق
ولقد قال الاقتصادي في بنك ABN Amro Bank NV نيك كونيس في مذكرة: "ستظل المخاطر إذا تم التوصل إلى اتفاق."
وأضاف كونيس: "لا يزال هناك حاجة لتمرير الصفقة من خلال البرلمانات الوطنية المختلفة. وحتى لو مرت، هناك خطر من أن تواجه اليونان صعوبة في التمسك ببرنامجها خلال الأشهر المقبلة. يبدو أن الاقتصاد اليوناني يتجه نحو الانكماش الحاد وهي ليست خلفية مثالية لتنفيذ اجراءات صارمة."
يبقى أن نرى ما إذا كانت الإصلاحات كافية لإرضاء ثلاثية الدائنين. من المرجح أن يكون القول الفصل خلال قمة زعماء الاتحاد الاوروبي يوم الاحد حول إذا كانت الدولة المثقلة بالديون ستحصل على قرض جديد لمدة ثلاث سنوات.
قائمة بناءة
ولقد قال الاستراتيجي في دويتشه بنك AG جورج سارافيلوس في مذكرة للعملاء أنه من القراءة الأولى للمقترحات يجد بانها بناءة وتدل على استعداد الحكومة للتوصل إلى اتفاق. وأضاف: "إن المزيد من التقدم على الصعيدين المحلي والأوروبي اليوم سيقربنا خطوة أقرب للتوصل إلى اتفاق خلال عطلة نهاية الاسبوع."
بالنسبة لليونان الوقت هو جوهر المسألة. فالبنوك مغلقة منذ أسبوعين من إغلاق البنوك ولقد خلقت ضوابط رأس المال حالة من إلى البؤس الاقتصادي لدى مواطني الدولة البالغ عددهم 11 مليون، الذين صوتوا بأغلبية ساحقة ضد المزيد من التقشف.
القدرة على تحمل الديون
لقد أخبر تاسك الصحفيين في لوكسمبورج يوم الخميس بأنه: "يجب ان يقابل الاقتراح الواقعي من اليونان اقتراح مساو من قبل الدائنين لتحمل عبء الديون، وعندها فقط سيكون لدينا وضع مربح للجانبين."
إن مسألة توقع اليونان بشطب ديونها المستحقة، والتي تتجاوز 170% من الناتج المحلي الإجمالي، هي مسألة أخرى. ومع ذلك، من المحتمل أن يتم التطرق اليها.
ولقد قال المحلل في بنك أوف سكوتلاند مايكل ميكيليديس رويال في تقرير بحثي: "نحن نعتقد بأن تخفيف عبء الديون سيكون مطروح بشكل ما على الطاولة، ولكن بطريقة القادرة على الفوز بدعم ألمانيا."
حتى لو توصل تسيبراس والدائنين إلى اتفاق أساسي، فإن التحدي الأكبر أمامه لا يزال قائماً في بلاده.
سوف يلتقي تسيبراس يوم الجمعة مع نواب من الائتلاف الحاكم من اليسار الراديكالي، أو حزب سيريزا، لمناقشة الاقتراح. لقد انتخب الحزب في يناير بعد أن وعد بمحاربة خفض الإنفاق المتعاقب وزيادة الضرائب التي لازمت عمليات الإنقاذ السابقة.