البنوك المركزية لا تسكن أبداً. و لكن عندما يقوم أكثر من هذه البنوك بتحرك مفاجئ، يمكن لذلك أن يهز الأسواق المالية. و هذا بالضبط ما حدث الشهر الماضي. أكبرها كان قرار سويسرا الغير متوقع بالتخلي عن السقف الذي كان قائماً منذ 3 سنوات على الفرنك. البنوك المركزية الأخرى كانت سريعة في إتباع هذه الخطوة، حيث قامت سنغافورة بالخطة التالية من خلال مناورة سياسة معدل فائدة الصرف من أجل تسهيل إرتفاع العملة المحلية.
كأنه لم يكن كافياً بالنسبة للمستثمرين حول العالم، قامت البنوك المركزية في روسيا و كندا بإعلان خفض معدلات الفائدة. بعد ذلك، قامت الهند و مصر و البيرو و الدنمارك بالإنضمام للمجموعة. بنك الإحتياطي الأسترالي، و هو البنك المركزي في أستراليا، قام بخفض معدلات الفائدة إلى أدنى مستوى على الإطلاق عند 2.25% يوم الثلاثاء.
الإقتصاديون توقعوا بأن خفض معدلات الفائدة سوف يستمر، و بالفعل، يوم الأربعاء، قام بنك الصين الشعبي بخفض معدل متطلبات الإحتياطي بمقدار 50 نقطة أساسية إلى 19.5%- و هو أول عملية خفض من نوعها في البلاد من مايو 2012.
"نتوقع أن تقوم المزيد من البنوك المركزية حول العالم بتقديم المفاجئات إما من خلال توقيت أو حجم أي تيسير على السياسة المالية"، حسبما قال "روب سوبارامان"، كبير الإقتصاديين و رئيس البحوث السوقية العالمية لدى Asia ex-Japan في Nomura. و أضاف: "في آسيا، البنوك المركزية في الصين و تايلاند و كرويا و الهند و أندونيسيا و سنغافورة هي التي يجب مراقبتها".
التيسير المتوقع
يتوقع المحللون بأن من الممكن أن يقوم بنك تايلاندا المركزي بخفض معدلات الفائدة بمقدار 25 نقطة أساسية بتاريخ 11 مارس متبوعاً بخفض آخر في الربع الثاني. يتوقع بأن يقوم بنك كوريا المركزي بخفض معدلات الفائدة في أبريل و يوليو بمقدار 25 نقطة أساسية، في حين يتوقع بأن يقوم بنك أندونيسيا المركزي بخفض معدلات الفائدة بمقدار 50 نقطة أساسية في الربع الأول من 2016.
بالإضافة إلى ذلك، السلطة المالية في سنغافورة من الممكن أن تقوم بتيسير إضافي على شريط سياسة سعر الصرف الإسمي الفعلي خلال إجتماعه النصف سنوي لمراجعة السياسة المالية في شهر أبريل.
يقول "تيمور بايج" كبير الإقتصاديين في آسيا لدى Deutsche Bank بأن هذا النمط يعكس نمو التوتر وسط البنوك المركزية. و أضاف: "نظراء البنوك المركزية الآسيوية ليسوا ساكنين في حين يقوم البنك الأوروبي المركزي و البنك الوطني السويسري بالسيطرة على العناوين الرئيسية، لقد شهدنا قيام بنك الإحتياطي الهندي و السلطة المالية السنغافورية بخطوات خارج الدورة مؤخراً، مما يعكس درجة من الإلحاح للتصرف لم نشهدنا منذ فترة".
في هذه الأثناء، يتحرك الإقتصاد الأمريكي مقترباً من تطبيع السياسة المالية من خلال إعلان البنك الفدرالي عن رفع غير متوقع للمعدلات و الذي من المفترض أن يدعم الدولار الأمريكي بشكل أقوى.
وفقاً لبايج، فإن صناع القرار في البنوك حول العالم عليهم التفكير بشأن رفع معدلات الفائدة و ليس خفضها. و لكنه يعتقد بأن تخفيف التضخم و تحسين الطلب الخارجي و المحلي في العديد من الدول قد حول تركيز البنوك المركزية في الوقت الحالي.