مر الآن 7 أيام منذ بداية كأس العالم لكرة القدم 2014، و قد كانت بطولة رائعة حتى الآن. حتى وقت كتابة هذا المقال، لعبت 16 مباراة، و كان هناك 3 حالات تعادل فقط، الأمر الذي أعتقد بأنه قد يكون رقماً قياسياً. عادة ما يكون هناك العديد من المباريات المملة في بداية مرحلة المجموعات في كأس العالم، حيث أن الفرق تلعب بحذر على أمل تجنب خسارة النقاط، و لكن هذه المرة كان الأمر مختلفاً.
حقيقة غريبة أخرى: في جميع المباريات الـ 13 التي إنتهت بفوز أحد الفرق، ما عدى مبارتين منها، الفريق الذي كان خاسراً، تمكن من التعادل و من ثم الفوز.
هولندا 5 : إسبانيا 1
كتب الأسبوع الماضي بأن نتائج هذه المباريات في كأس العالم من الممكن أن تتسبب في تحريك السوق، وفقاً لـ "جولدمان ساشس"، و لذلك حان الوقت لأقدم تحديثاً عن هذا الأمر. بما أننا ما نزال في مرحلة المجموعات، فإن لدينا أمر واحد يؤهل لأن يكون مقياساً، و هو مبارات هولندا و إسبانيا يوم الجمعة الماضية. النتيجة كانت فوز مفاجئ جداً، حيث تمكنت هولندا من التغلب على أبطال العالم و أوروبا بخمس أهداف مقابل هدف واحد، نتيجة غير متوقعة بتاتاً. تأثير النتيجة يعطي الهولنديين إعتقاد متجدد بأن بإمكانهم الفوز بالبطولة، و قد أدى إلى هز ثقة إسبانيا في إحتمالية الفوز. بما أن كلا الدولتين يستعملان نفس العملة، لا يمكننا قياس أي تأثير قادر على تحريك السوق بناءاً على هذه المباراة في سوق فوركس، و لذلك علينا أن نلجئ إلى أسواق الأسهم في كل دولة. من المنطق أن نتوقع بأن يكون أداء سوق الأسهم الهولندي أفضل من المقاييس العالمية يوم الإثنين، و العكس بالنسبة لسوق الأسهم الإسباني.
وفقاً لـ "بلومبيرج"، تراجعت مؤشرات الأسهم الرئيسية في أوروبا و الشرق الأوسط و أفريقيا بمعدل -0.28% يوم الإثنين. كان أداء المؤشر الهولندي الرئيسي أفضل من المعدل، و هبط بنسبة -0.15%. كما كان أداء المؤشر الإسباني الرئيسي أقل من المعدل ، و هبط بنسبة -0.42%. من بين المؤشرات السبعة المتبقية و التي ليست هولندية أو إسبانية، كان واحدٌ فقط لديه أداء أفضل من المؤشر الهولندي أو أسوء من المؤشر الإسباني. و لذلك، النظرية كانت النظرية لتكون صحيحة إذا ما طبقت يوم الإثنين الماضي على نتيجة المباراة، على الرغم من أن الجميع كانت لديهم فترة نهاية الأسبوع للإنتهاء من فرحهم أو حزنهم.
الأوروغواي ضد إنجلترا
في المستقبل، المباراة المهمة التالية في كأس العالم التي من الممكن أن تؤثر في أسواق فوركس سوف تعقد يوم الخميس بين إنجلترا و الأوروغواي. كلا الفريقين خسرا مباراتيهما الإفتتاحية، مما يعني بأن خسارة أي منهما سوف تؤدي إلى خروجه من البطولة. يتوقع الشعب الإنجليزي بأن يتأهل فريقه إلى الجولة الثانية ، و لم يفشل في تحقيق ذلك الأمر منذ عقود، و لذلك، فإن الخسارة من الأوروغواي سوف ينتج عنها كآبة خلال صباح يوم الجمعة في لندن قد تؤثر في أداء الجنيه الإسترليني. الفوز لإنجلترا قد لا يكون له تأثير كبير، حيث أن الرأي العام يبدو بأنه يتوقع تجنب الخسارة من الأوروغواي. يقدم "ويليام هيل" حالياً 6/5 على فوز إنجلترا، و 11/5 للتعادل و 12/5 لفوز الأوروغواي. هذا يظهر بأن المراهنون على إنجلترا لديهم أفضلية كبيرة.
و لكن في الدول الأخرى المحايدة، فإن الأفضلية بشكل عام تميل قليلاً نحو الأوروغواي، و الذي يظهر مدى حجم العواطف التي تلعب دوراً في هذه المناسبات.