هل بإمكان كأس العالم لكرة القدم فيفا 2014 الذي إنطلق هذا الأسبوع في البرازيل أن يؤثر على سوق العملات ؟ من الممكن أن تبدو فكرة مجنونة مثل المتداولين الذي يستخدمون دورة القمر لمحاولة توقع تحركات سوق فوركس، و لكن يجب عدم رفض الفكرة تماماً. خلصت دراسة حديثة لجولدمان ساشي غلى أن مؤشر الأسهم في الدول الرابحة قام بأداء أفضل من مؤشرات الأسهم العالمية بنسبة 3.5% خلال الشهر الأول بعد النهائيات، قبل أن يكون الأداء أضعف من نفس المقياس بنسبة 4% خلال العام التالي. تعتبر هذه الأرقام ذات أهمية إحصائية يجب عدم تجاهلها. المبدأ منطقي: نشوة قصيرة الأجل المرتبطة بكرة القدم متبوعة بهدوء. في حال كان هذا التأثير على سوق الأسهم، فيجب أن يكون هناك كذلك تأثير في سوق العملات.
إن كنت تفهم "كرة القدم"، فإنك على الأرجح أن تدرك بأن هذا الأمر منطقي. إن لم تقم بذلك، فكر بتأثير نهاية الأسبوع المعروف الذي لوحظ بأنه يقوم بتغطية أسعار أسواق الأسهم بين الجمعة و الإثنين. حتى اليوم، فإن هذه العوامل الإنسانية ما تزال قادرة على التأثير في أسعار الأسواق، على الأقل على المدى القصير. لا أحتاج إلى أي إقناع، حيث أن عشت خلال مناسبتين فشل فيهما المنتخب الإنجليزي بالوصول إلى نهائيات بطولات هامة، واحدة في كأس العالم 1990 و الأخرى في بطولة أوروبا عام 1996، حيث خرج على يد ألمانيا في ضربات الجزاء في المرتين. منطق بناء النشوة مع تقدم الفريق كان واضحاً و له تأثير واضح في المكاتب و الحانات: كان الناس سعداء و متفقون و أقل تشككاً من العادة. و العكس صحيح، عندما وقعت الخسائر، عم جو من الإكئتاب و السبات لعدة أيام. بالطبع، بما أن هذه الرياضة لها شعبية أكبر بين الرجال، فإن التأكير كان أوضح في النصف الذكري من السكان: خذ بالإعتبار بأنه على الرغم من التقدم بإتجاه المساواة بين الجنسين خلا السنوات الأخيرة، فإن صناعة الخدمات المالية ما تزال يسيطر عليها الرجال في كل مكان تقريباً.
تأثير كأس العالم لكرة القدم 2014 على تداولات فوركس وسوق العملات
كيف إذاً يمكنك الربح من تداولات فوركس نتيجة لنتائج كأس العالم 2014؟ خبرتي كمتداول و كمشجع لكرة القدم تقودني إلى إقتراح الخط التالية. قبل الجولة 16، ركز فقط على نتائج المباريات الفردية حيث يكون هناك إنزعاج كبير يغير توقعات إحتماليات فريق واحد على الأقل للتأهل إلى الجولة التالية. و بعد ذلك خلال مرحلة الإقصاء، ركز أكثر و أكثر على كل لعبة مع كل جولة. الفرق التي تحصل على الدعم هي الأماكن التي يمكنك البحث عن وضعيات طويلة عندما يفتتح السوق الوطني لتلك الدول بعد تلك المباريات، و وضعيات قصيرة على الفرق التي تخرج. كل جولة سوف تصبح أكثر أهمية، و تعطي توقعات تداولية أفضل. بالطبع، أفضل التداولات المحتملة من المرجح أن تكون وضعية طويلة على الفائد في النهائي و قصيرة على الخاسر.
لكي تكون متأكداً، هناك أمرين يتعلقان بفوركس و كأس العالم 2014. الأول، حقيقة أن تسعة من الفرق، من بينها العديد من أفضل الفرق، لديهم نفس العملة (اليورو) قد يعني بأنه لا يوجد تداول مفيد بناءاً على أداء هذه الفرق. إما أن تكون المبارة بين فريقين يستعملان اليورو، أو أن يكسب أو يخسر فريق يستعمل اليورو مقابل فريق لا يستعمله، لا يمكنك الإفتراض بأن اليورو سوف يتأثر: فهو أكبر من تأثير دولة واحدة، حتى لو كانت كبيرة. المشكلة الأخرى هي أن الوسيط الذي تتعامل معه قد لا يقدم تداولات في العملات الغريبة لبعض الفرق الغير أوروبية التي من المحتمل أن يكون أدائها جيداً، مثل الريل البرازيلي أو البيسو الأرجنتيني.
أفضل النتائج التي يمكن التفكير بها من منطقة التأثير على سوق العملات فوركس هي النصر الكبير و الغير متوقع لأيٍ من أستراليا، إنجلترا، اليابان، كوريا و المكسيك. كلاً من هذه الدول لديها عملات خاصة بها، جميعها (بإستثناء الون الكوري) متوفرة لدى جميع الوسطاء في سوق العملات ، على الرغم من أن البيسو المكسيكي لديه إنتشاء مرتفع نسبياً. العملات المتبقية كلها لديها إنتشارات منخفضة. أفضل الرهانات يكون فوز إنجلترا، التي تسيطر على الجنيه الإسترليني و تمتلك كرة القدم فيها شعبية كبيرة جداً. يميل الجنيه الإسترليني إلى أن يبدأ بالتحركك عند حوالي الساعة 7 صباحاً بتوقيت لندن، إذاً في حال قدمت إنجلترا فوزاً مفاجئاً في مونديال 2014، كن مستعداً لشراء الجنيه في صباح اليوم التالي. و لكن، بصفتي رجل إنجليزي، سوف أتمنى هذا الأمر على أي حال.