ارتفع اليورو اليوم الخميس من أدنى مستوى في ستة أشهر ونصف مقابل الدولار بعدما قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إنه لا يريد معاقبة البنوك الأميركية مما فتح الشهية للمخاطرة وعزز الأسهم. ورغم تعافيها جاءت مكاسب العملة الموحدة محدودة مع استمرار قلق المستثمرين بشأن الوضع المالي لبعض دول منطقة اليورو.
وتراجع الدولار متخليا عن بعض مكاسبه مقابل اليورو وسلة عملات بعدما أبدى مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) تفاؤلا حذرا بشأن الاقتصاد الأميركي أمس الثلاثاء بعد ابقاء أسعار الفائدة عند الصفر تقريبا كما كان متوقعا.
وفي خطابه لحالة الاتحاد يوم الأربعاء تعهد أوباما بمضاعفة الصادرات الأمريكية في غضون خمس سنوات للمساعدة في خلق الوظائف مما حدا ببعض المستثمرين إلى التفكير بأن الحكومة الأمريكية قد تريد دولارا ضعيفا لتشجيع الصادرات.
أوباما: الإدارة تتفهم حجم المخاطر
قال الرئيس الامريكي باراك أوباما انه سيشكل لجنة لاصلاح الاوضاع المالية بالبلاد لكنه لم يعرض سوى تخفيضات متواضعة في الميزانية. وفي حال فقدان الثقة في تعهد الولايات المتحدة بوضع حد للديون وعجز الموازنة قد يلجأ المستثمرون الاجانب لبيع الدولار أو للمطالبة بعوائد أعلى مقابل اقراض الولايات المتحدة. واستمع المستثمرون بعناية لتصريحات أوباما التي أدلى بها يوم الاربعاء بحثا عن تعليقات متشددة بشأن التوقعات المالية وأوضح أوباما أن ادارته تتفهم حجم المخاطر.
وقال أوباما في الخطاب السنوي لحالة الاتحاد والذي وجهه للكونجرس والشعب الامريكي "من شأن الامر أن يؤثر على أسواقنا وأن يرفع تكلفة الاقتراض وأن يعرض انتعاش (اقتصادنا) للخطر ما لم نتخذ خطوات هامة لوضع حد للديون."
من الجدير ذكره أن الولايات المتحدة سجلت عجزا قياسيا في الموازنة بلغ 1.4 تريليون دولار في 2009 أو ما يقارب عشرة بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي ويتوقع مكتب الميزانية بالكونجرس أن ينخفض عجز الموازنة الى 1.35 تريليون دولار في 2010 وهو رقم لايزال كبيرا.
بقلم: مصطفى القصيصي