الصينيون في المأزق وهم مكبلو الأيدي ... مشكلتهم الكبرى في الدولار ... مشكلتهم الأكبر لا يستطيعون التخلي عنه...
مسؤولو السلطات النقدية يبحثون عن مواضع استثمار مربحة. ينتقدون الدولار ولا يريدونه ولكنه يبقى بالنسبة لهم مورد الاستثمار الافضل. الخروج من المأزق لن يكون الا بشراء سندات الخزينة الاميركية، لأنه فقط في هذا السوق يبدو العرض كبيرا الى درجة يمكنه استيعاب المبالغ الصينية العالية المعروضة.
ثمة كلام عن تخفيضهم للاستثمارات السابقة بالسترليني . قد يكونون يراهنون على تراجع جديد لعملة صاحبة الجلالة. الاستثمار باليورو تم تصنيفه بكونه حيادي وذات لون رمادي. الدولار الاسترالي بالمقابل مطلوب صينيا.
موقف الصين هذا مرحب به اميركيا بالطبع. هو يساعد على تمويل العجز الهائل في الميزانية وتأمين المطلوب لعمليات الدعم الاقتصادي العالية التكاليف.
وجهة الاستثمارات الصينية يكون لها بالطبع تاثيرا مباشرا على قيمة الدولار ان هي اتجهت نحوه او ابتعدت عنه. في حال انهيار النظام المالي الاميركي فان ذلك سيكون له تاثيرا كارثيا على النهوض الاقتصادي الصيني الذي اتخذ مؤخرا طابع العجائبية. لهذا السبب تعمدت الصين مؤخرا توزيع احتياطها بانتباه ودقة متناهيين مقدمة الذهب على غيره من المصادر في هذا المجال.
السؤال الكبير الذي يبقى مطروحا:
هل ان عجيبة النهوض الاقتصادي الصيني المتحقق يستحق فعلا هذه التسمية؟
هل تقبض الصين بالفعل ثمن ما تنتجه وتصدره من سلع، أم تراها لعبة قمار مستديمة وما يُقبض اليوم يتم التخلي عنه غدا وعلى نفس الطاولة المشؤومة؟
المعادلة دقيقة جدا وما انتقادات رئيس الوزراء الاخيرة للدولار ومحاولاته للتخلص من ثقله العالمي الا تعبيرا واضحا عن المأزق الصيني المستعصي بالمدى المنظور...
المصدر: boursa.info