تقدم الجنيه الإسترليني الأسبوع الماضي بنسبة 2.34٪ مقابل الدولار الأمريكي، مسجلاً مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي. بالمقابل، اكتسبت العملة قوة مقابل اليورو، وتقدمت بنسبة 1.21%، وكسرت خط الخسارة الذي استمر لأسبوعين.
أحد التفسيرات لهذا الأداء هو أن الدولار الأمريكي كان تحت الضغط في الآونة الأخيرة، حيث انخفض بنسبة 1.15% مقابل حزمة من منافسيه الرئيسيين، وتراجع للأسبوع السادس على التوالي، مما جعل يوليو أسوأ شهر للدولار منذ عام 2010. غالباً ما يربط المحللون الأداء الضعيف للدولار بآفاق الاقتصاد الأمريكي مقارنة بباقي العالم، ويثيرون تساؤلاً أيضاً حول فكرة أن الاقتصاد سيشهد "انتعاشاً على شكل حرف V" بعد إعادة فتحه، بسبب عدم اليقين السياسي الذي تواجهه البلاد حالياً، بعد أن علق الرئيس ترامب على أنه يفكر في تأجيل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر.
تتصدر الولايات المتحدة الآن عدد الإصابات بـفيروس Covid-19، مع 4،764،522 إصابة مؤكدة بالإضافة إلى عدد وفيات عند 157،901. في جميع أنحاء العالم، هناك 18،026،731 حالة مؤكدة بالإضافة إلى 688،984 حالة وفاة، والدول الأخرى المتضررة بشدة هي البرازيل والهند وروسيا.
عامل آخر هو الاعتقاد بأن أداء الاقتصاد البريطاني قد لا يكون أقل من أداء بقية الاقتصادات الأوروبية. يعتقد الكثيرون أن حقيقة أن مؤشر الميول الاقتصادية في المملكة المتحدة بلغ 75.5 في يوليو بعد أن كان عند 65.2 في الشهر السابق هو علامة على ذلك. هذا، بالإضافة إلى حقيقة أن الكثيرين يعتقدون أن إمكانية الاتفاق على صفقة تجارية بعد بريكست آخذة في الازدياد، وهو ما قد يفسر الحماس الأخير للجنيه الاسترليني، حتى في ظل تضاؤل الرغبة بالمخاطرة.
من حيث التقويم الاقتصادي، حصلت الأسواق على الكثير من البيانات المنخفضة التأثير. يوم الثلاثاء، أصدر اتحاد الصناعة البريطانية مسح التجارة الموزعة في يوليو، والذي بلغ 4% (من شهر إلى شهر)، بعد أن كان -37% في الشهر السابق وعلى عكس توقعات المحللين، الذين توقعوا أن الرقم سيقف بنسبة -25%. أصدر اتحاد التجزئة البريطاني مؤشر سعر المحل الخاص به، وهو مقياس معروف لضغوط التضخم، وكان عند -1.3% في يونيو (من عام لآخر) بعد أن كان -1.6% في الشهر السابق.
يوم الثلاثاء، نشر بنك إنجلترا المركزي العديد من البيانات الرئيسية حول الأسواق المالية. وزاد صافي الإقراض للأفراد بمقدار 1.8 مليار جنيه في يونيو (من شهر لآخر)، فوق توقعات المحللين التي توقعت انكماشاً بمقدار 0.4 مليار وتحسن بشكل ملحوظ عن رقم الشهر السابق، والذي أظهر انكماشاً بمقدار 3.3 مليار جنيه. أظهر رقم ائتمان المستهلك لشهر يونيو تراجعاً في الأموال التي اقترضها الأفراد في الشهر السابق بمقدار 0.086 مليار جنيه، متفوقاً على توقعات المحللين الذين توقعوا انخفاضاً بمقدار 2 مليار جنيه، وبعد انخفاضه بمقدار 4.542 مليار جنيه في مايو. ارتفعت موافقات الرهن العقاري إلى 40.000 في يونيو، لتتعافى من المستوى القياسي المنخفض البالغ 9300 في الشهر السابق.
وارتفع المعروض النقدي بنسبة 1% في يونيو (من شهر لآخر) بعد أن زاد بنسبة 2.1% عن الشهر السابق وتجاوز توقعات المحللين الذين توقعوا توسعاً بنسبة 0.7%. ارتفع الرقم من عام لآخر بنسبة 13.1% في يونيو، بعد زيادة بنسبة 11.9% عن الشهر السابق.
يوم الجمعة، تم الإعلان عن رقم أسعار المساكن على مستوى البلاد، والذي بلغ 1.7% في يوليو (من شهر إلى شهر)، بعد انخفاضه بنسبة 1.6% في الشهر السابق. وبلغ الرقم السنوي 1.5% بعد أن كان -0.1% عن الشهر السابق.
يوجد حالياً 303،952 حالة مؤكدة من فيروس كورونا في المملكة المتحدة، بالإضافة إلى عدد وفيات عند 46،193. وفقاً لدراسة نشرها مكتب الإحصاءات الوطنية، فإن البلاد تشهد أسوأ زيادة في الوفيات مقارنة بجيرانها الأوروبيين.
وأوضح مكتب الإحصاءات الوطنية في تقريره أن "معدل الوفيات المفرط كان منتشراً جغرافياً في جميع أنحاء المملكة المتحدة خلال الوباء، في حين أنه تم تحديد موقعه جغرافياً في معظم بلدان أوروبا الغربية".
فيما يتعلق بمفاوضات بريكست، من المقرر أن تعقد المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي ثلاث جولات مفاوضات قبل 2 أكتوبر، مباشرة قبل قمة الاتحاد الأوروبي المقبلة التي ستعقد في منتصف أكتوبر.
قال المفاوض البريطاني ديفيد فروست: "ستجري جولات المفاوضات في أغسطس وسبتمبر ما لم يتفق الطرفان على خلاف ذلك".
إذا لم يتفق الطرفان قبل نهاية العام، فستحتاج المملكة المتحدة إلى مغادرة الاتحاد الأوروبي بدون صفقة.